الجزء الاول من مناقب الامام امير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)
صفحه ۱۵
بسم الله الرحمن الرحيم وبه ثقتي
[ما ورد حول نعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)]
1- قال أبو جعفر محمد بن سليمان الكوفي: حدثنا خضر بن أبان الهاشمي (1) قال: حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي (2) قال: حدثنا جميع بن عمر بن عبد الرحمن العجلي.
قال أبو جعفر: وحدثنا الحسن بن علي القطان- وحديثه أتم من حديث خضر- قال حدثنا سفيان بن وكيع بن الجراح قال حدثنا جميع بن عمر بن عبد الرحمن بن جعفر العجلي قال: حدثني رجل من بني تميم من ولد هالة يكنى أبا عبد الله- زوج خديجة- عن أبي هالة:
صفحه ۱۷
عن الحسن بن علي قال: سألت خالي هند بن أبي هالة- وكان وصافا- عن صفة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال:
كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فخما مفخما يتلألأ وجهه تلألأ القمر ليلة البدر أطول من المربوع وأقصر من المشذب- قال: والمشذب: [الطويل المفرط الطول]- عظيم الهامة رجل الشعر رجل لا جعد (1) إن تفرقت شعر عقيقته فرق (2) وإلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفره، أزهر اللون واسع الجبين أزج الحواجب/ 4/ أ/ سوابغ (3) في غير قرن بينهما عرق يدره الغضب أقنى العرنين- يعني مرتفع مستو- له نور يعلوه يحسبه
صفحه ۱۸
من لم يتأمله (1) أشم كث اللحية سهل الخدين ضليع الفم أشنب مفلج الأسنان دقيق المسربة كأن عنقه جيد دمية في نقاء الفضة (2) معتدل الخلق بادنا متماسكا سواء البطن والظهر (4) عريض الصدر بعيد ما بين المنكبين ضخم الكراديس- يعني الأعضاء- أنور المنحرد (5) موصول ما بين اللبة والسرة بشعر [يجري] كالخط عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك (6) أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر طويل الزندين رحب الراحة سبط العصب (7) شثن الكفين والقدمين، سائل الأطراف خمصا [ن] الأخمص (8) مسيح القدمين ينبو بينهما الماء (9) إذا زال زال قلعا.
يخطو تكفؤا ويمشي هونا ذريع المشية إذا مشى كأنما ينحط من صبب وإذا التفت التفت جميعا.
خافض الطرف نظره إلى الأرض أكثر (10) من نظره إلى السماء جل نظره الملاحظة، يسوق أصحابه (11) يبدر من لقيه بالسلام
صفحه ۱۹
قال/ 4/ ب/: قلت: صف لي منطقه قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) متواصل الأحزان ليست له راحة طويل السكت (1) لا يتكلم لغير حاجة يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه ويتكلم بجوامع الكلم فصلا لا فصولا ولا تقصيرا دمث ليس بالجافي ولا المهين (2) يعظم النعمة وإن دقت لا يذم منها شيئا غير أنه لم يكن يذم ذواقا ولا يمدحه (3)
صفحه ۲۰
لا تغضبه الدنيا وما كان لها فإذا تعدي الحق لم يقم لغضبه حتى ينتصر (4) ولا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها.
إذا أشار بكفه كلها وإذا تعجب قلبها وإذا تحدث اتصل بها فيضرب براحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى وإذا غضب أعرض وأشاح وإذا فرح [غض طرفه].
[جل ضحكه التبسم ويفتر عن مثل حب الغمام].
قال الحسن: فكتمتها الحسين زمانا ثم حدثته فوجدته قد سبقني إليه فسأله عما سألته عنه ووجدته قد سأل أباه عن مدخله ومخرجه وشكله ولم يدع منه شيئا.
صفحه ۲۱
قال الحسين: فسألت أبي عن دخول رسول الله صلى الله عليه/ 5/ أ/ وآله وسلم فقال:
كان دخوله لنفسه [(صلى الله عليه وآله وسلم)] مأذون له في ذلك.
وكان إذا أتى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء: جزأ لله وجزأ لأهله وجزءا لنفسه ثم جزأ جزء [ه] بينه وبين الناس فرد ذلك بالحياطة على العامة ولا يدخر عنهم شيئا (1) فكان من سيرته في الأمة إيثار أهل الفضل بإذنه وقسمه على قدر فضلهم في الدين [فمنهم] ذو الحاجة ومنهم ذو الحاجتين ومنهم ذو الحوائج فتشاغل بهم وبشغلهم فيما يصلحهم والأمة من مسألته عنهم وإخبارهم بالذي ينبغي لهم (2) ويقول: ليبلغ الشاهد [منكم] الغائب وأبلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغها فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها ثبت الله قدميه يوم القيامة. لا يذكر عنه إلا ذلك ولا يقبل من أحد غيره. يدخلون [عليه] روادا- أي يرتادون-، ولا يفترقون إلا عن ذواق ويخرجون أدلة- يعني على الخير-
صفحه ۲۲
قال: فسألته عن مخرجه كيف كان يصنع! فقال:
كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يخزن لسانه إلا مما يعنيه و[كان] يؤلفهم ولا يفرقهم/ 5/ ب/ ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم و[كان] يحذر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوي على أحد بشره ولا خلقه.
و[كان] يتفقد أصحابه ويسأل الناس عما في الناس (1) [وكان] لكل حال عنده عتاد لا يقصر عن الحق ولا يجاوزه (2).
[وكان] الذين يلونه من الناس خيارهم [وكان] أفضلهم عنده أعمهم نصيحة [للمسلمين] وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة وموازرة [لهم].
صفحه ۲۳
قال: فسألته عن مجلسه كيف كان يصنع فيه. فقال:
كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما يقوم ولا يقعد إلا على ذكر الله [وكان] لا يوطن الأماكن وينهى عن إيطانها (1) وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك. يعطي كل جلسائه نصيبه [منه] لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه.
من جالسه أو قاومه في حاجة صابره حتى يكون هو المنصرف. ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو [ب] ميسور من القول.
[وكان] قد وسع الناس منه بسطه وخلقه [و] صار لهم أبا وصاروا عنده في الحق سواء.
صفحه ۲۴
مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر/ 6/ أ/ وأمانة لا ترفع فيه الأصوات ولا تؤبر فيه الحرم ولا يثنى فلتاته (1). خلطاؤه متعادلون متفاضلون فيه بالتقوى متواضعون يوقرون فيه الكبير ويرحمون فيه الصغير ويؤثرون فيه ذا الحاجة ويحفظون [فيه] الغريب.
قال: وسألته عن سيرته في جلسائه. فقال:
كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب ولا فحاش ولا عياب ولا مداح (2) يتغافل عما لا يشتهي فلا يؤيس [منه] ولا يخيب فيه (3).
صفحه ۲۵
قد ترك نفسه من ثلاث: المراء والإكثار وما لا يعنيه/ 6/ أ/.
وترك الناس من ثلاث: كان لا يذم أحدا ولا يعيره ولا يطلب عورته [و] لا يتكلم إلا [فيما] رجا ثوابه إذا تكلم أطرق جلساؤه كأن على رءوسهم الطير وإذا سكت تكلموا. [ولا يتنازعون] عنده الحديث من تكلم أنصتوا له حتى يفرغ. يضحك مما يضحكون منه ويتعجب مما يتعجبون منه.
و[كان] يصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته حتى أن كان أصحابه ليستحلبونهم (1).
صفحه ۲۶
و[كان] يقول: إذا رأيتم صاحب حاجة يطلبها/ 6/ ب/ فأرفدوه (1).
و[كان] لا يقبل الثناء إلا من مكافئ (2) ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوزه بانتهاء أو قيام.
قال: فسألته كيف كان سكوت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). قال:
كان سكوت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على أربع:
على الحلم والحذر والتقدير والتفكر.
أما تقديره ففي تسوية النظر والاستماع بين الناس.
وأما تفكره ففيما يبقى ويفنى.
وجمع له الحلم في الصبر فكان لا يغضبه شيء ولا يستفزه أحد.
وجمع [له] الحذر في أربع: أخذه بالحسن ليقتدى به وتركه للقبيح ليتناهى عنه واجتهاده الرأي فيما أصلح أمته والقيام فيما جمع لهم الدنيا والآخرة (3).
صفحه ۲۷
[الباب الأول:] باب ذكر علامات النبوة وابتدائها
قال ابن شهاب: حدثني عروة أن عائشة قالت: توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)/ 7/ أ/ وهو ابن ثلاث وستين سنة) قال ابن شهاب: وكان فيما راى أول ما رأى [أن] الله تبارك وتعالى أراه رؤيا في المنام فشقت عليه فذكرها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لامرأته خديجة بنت خويلد فعصمها الله من التكذيب وشرح صدرها بالتصديق فقالت: أبشر فإن الله لا يصنع بك إلا خيرا.
صفحه ۲۹
ثم إنه خرج من عندها ثم رجع إليها فأخبرها أنه رأى بطنه شق ثم طهر وغسل ثم أعيد كما كان. فقالت: هذا والله خير فأبشر.
ثم استعلن له جبرئيل وهو بأعلى مكة فأجلسه على مجلس كريم معجب كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: أجلسني على بساط كهيئة الدرنوك فيه الياقوت واللؤلؤ فبشره برسالة الله جل ثناؤه حتى اطمأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) [ف] قال له جبريل صلى الله عليه وعلى محمد: اقرأ. قال: كيف أقرأ؟ قال:
اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم .
قال: ويزعم ناس أنه يا أيها المدثر أول سورة أنزلت عليه والله أعلم.
صفحه ۳۰
3- حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن رباح المكتب قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير قال: حدثنا ابن لهيعة قال: حدثني أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل عن عروة بن الزبير:
عن عائشة أم المؤمنين أن نبي [الله] (صلى الله عليه وآله وسلم) كان أول شأنه يرى في المنام فكان أول ما رأى جبريل ب «أجياد» أنه خرج لبعض حاجاته فصرخ به يا محمد يا محمد فنظر يمينا وشمالا فلم ير شيئا ثم نظر فلم ير شيئا ثم خرج من الناس فرآه قد دخل في الناس فنظر ثم نظر فلم ير شيئا فرفع بصره فإذا هو يراه ثاني إحدى رجليه على الأخرى على أفق السماء فقال: يا محمد جبريل- يسكنه- فهرب محمد حتى دخل في الناس فنظر فلم ير شيئا ثم خرج من الناس فنظره فرآه فذلك قول الله تعالى: والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى ثم دنا فتدلى - جبريل إلى محمد- فكان قاب قوسين أو أدنى - ويقولون:
/ 8/ أ/: القاب: نصف الإصبع. ويقول بعضهم: ذراعين. فكان بينهما- فأوحى إلى عبده ما أوحى جبريل إلى محمد عند رؤيته ما أوحى.
صفحه ۳۱
أخبرني جابر بن عبد الله أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: ثم فتر الوحي عني فترة فبينما أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري إلى السماء فإذا الملك الذي جاءني ب «حراء» قاعد على كرسي بين السماء والأرض فحدت منه فرقا حتى هويت إلى الأرض فجئت أهلي فقلت: زملوني زملوني فزملوني فأنزل الله جل وعز [علي]: يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر .
قال أبو سلمة: الرجز: الأوثان . قال: ثم حمي الوحي وتتابع.
صفحه ۳۲
5- قال أبو جعفر [محمد بن سليمان]: حدثنا خضر بن أبان (1) قال: حدثنا سيار قال: حدثنا جعفر قال: سمعت أبا عمران الجوني قال:
قال رسول الله صلى الله/ 8/ ب/ عليه وآله وسلم: بينما أنا مع أصحابي إذ أتاني جبريل (عليه السلام) فنكت بين كتفي فاتبعته فإذا سدرة لاطية بالأرض فيها مثل وكري الطير فجلس جبريل في أحدهما وجلست في الأخرى ثم إن السدرة سمت طولا فذهبت غصونها يمينا وشمالا حتى سدت ما بين الخافقين فجعلت أقلب بصري ففتح باب السماء فإذا النور يتدلى حتى إذا دنى لط دون الباب سبب فأوحى [الله] إلي ما شاء أن يوحي إلي.
ثم خيرني ربي [بين أن أكون] عبدا نبيا أو نبيا ملكا! وكان جبريل قد عهد إلي [أنه] إذا عرض عليك ربك شيئا فاستأمرني فيه- فالتفت إلى جبريل فإذا هو كالحلس الملقى أميت من الفرق فعرفت فضله علي في العلم- قال: فأومى بيده إلي: أن تواضع. فقلت: نبيا عبدا فسارت السدرة إلى وكرها الأول لم أرها قبل ذلك ولا بعده.
صفحه ۳۳
6- محمد بن سليمان قال: حدثنا علي بن عبد العزيز (1) قال:
حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي قال حدثنا قيس بن الربيع عن سماك/ 9/ أ/ عن عكرمة عن ابن عباس:
عن العباس بن عبد المطلب قال: لما بنت قريش البيت انفردت الرجال ينقلون حجارة والنساء يضعن الشيد وانفردت أنا ومحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فكنا نأخذ أزرنا فنضعها على أعناقنا- أو قال: على عواتقنا- شك مالك [بن إسماعيل]- ثم نضع الحجارة فإذا دنونا من الناس لبسنا أزرنا قال:
فبينما أنا أمشي- أو قال أسعى- إذ صرع [محمد] (صلى الله عليه وآله وسلم) فسعيت إليه فإذا هو شاخص بصره إلى السماء فقلت: يا ابن أخي ما لك! قال: نهيت أن أمشي عريانا. قال: فكتمتها حتى ظهرت نبوته (صلى الله عليه وآله وسلم).
صفحه ۳۴
الباب الثانى ذكر الغار والأحجار
7- محمد بن سليمان قال: حدثنا علي بن عبد العزيز قال:
حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا عون بن عمرو القيسي قال:
سمعت أبا مصعب المكي يقول:
أدركت أنس بن مالك وزيد بن أرقم والمغيرة بن شعبة سمعتهم يتحدثون عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ليلة الغار أمر الله تبارك وتعالى شجرة/ 9/ ب/ فنبتت في راحة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فسترته فأمر الله العنكبوت فنسجت في وجهه فسترته وأمر الله حمامتين وحشيتين فوقعا في فم الغار وأقبل فتيان قريش من كل بطن رجل بعصيهم وهراويهم وسيوفهم حتى إذا كانوا مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قدر أربعين ذراعا تعجل بعضهم ينظر في الغار فرأى حمامتين بفم الغار فرجع إلى أصحابه فقالوا [له لم] لم تنظر الغار! قال: رأيت حمامتين بفم الغار فعرفت أن ليس فيه أحد فسمع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) [محاورتهم] قال: فعلمت أن الله قد درأ عنه بهما فدعا لهن وسمت عليهن وقبض حراهن وانحدرن في الحرم.
صفحه ۳۵
8- [حدثنا] علي بن عبد العزيز قال: حدثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود قال: حدثنا إبراهيم بن طهمان عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إني لأعلم حجرا بمكة [كان] يسلم علي حين بعثت.
عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إني لأعرف حجرا بمكة [كان] يسلم علي قبل أن بعثت إني لأعرفه الآن.
صفحه ۳۶