مناقب علی
مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه
پژوهشگر
أبو عبد الرحمن تركي بن عبد الله الوادعي
ناشر
دار الآثار
شماره نسخه
الأولى ١٤٢٤ هـ
سال انتشار
٢٠٠٣ م
محل انتشار
صنعاء
ژانرها
حدیث
[٧٨] قوله ﷺ: «لأعطين الراية ...» الحديث
٢١٣ - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار الفقيه الشافعي ﵀ سنة أربع وثلاثين وأربعمائة، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان المزني الملقب بابن السقاء الحافظ ﵀ أخبرنا أبو خليفة الفضل بن الحباب، حدثنا أبو الوليد، حدثنا عكرمة بن عمار، حدثنا إياس بن سلمة عن أبيه قال: خرجنا إلى خيبر فكان عامر يرتجز ويقول: ⦗٢٤١⦘
والله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا
ونحن عن فضلك ما استغنينا ... فثبت الأقدام إن لاقينا
وأنزلن سكينة علينا ...
فقال النبي ﷺ: «من هذا؟» فقالوا: عامر، فقال: غفر لك ذنبك يا عامر، وما استغفر رسول الله ﷺ لرجل فصبر إلا استشهد، فقال عمر: يا رسول الله لو متعتنا بعامر! فلما قدم خيبر خرج مرحب يخطر بسيفه وهو ملكهم وهو يقول:
قد علمت خيبر إني مرحب ... شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب ...
فبرز عامر فقال:
قد علمت خيبر أني عامر ... شاكي السلاح بطل مغاور
فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر فذهب يسفل له فرجع سيفه لى نفسه فقطع أكحله، فكانت فيها نفسه، فإذا نفر من أصحاب رسول الله ﷺ يقولون: بطل عمل عامر؛ قتل نفسه. فأتيت رسول الله ﷺ وأنا أبكي فقلت: يا رسول الله بطل عمل عامر؟ فقال رسول الله ﷺ: «من قال هذا؟»، قلت: أناس من أصحابك قال: «كذب من قال ذلك، بل له أجره مرتين». ثم أرسلني رسول الله ﷺ إلى علي بن أبي طالب فانتبه وهو أرمد، فقال: «لأعطين الراية اليوم رجلًا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله»، فجئت به أقوده وهو أرمد حتى أتيت به النبي ﷺ فبصق في عينيه فبرأ، ثم ⦗٢٤٢⦘ أعطاه الراية، وخرج مرحب فقال:
قد علمت خيبر أني مرحب ... شاك السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب ...
فقال علي ﵇:
أنا الذي سمتني أمي حيدرة ... كليث غابات كريه المنظرة
أوفيكم بالصاع كيل السندرة ...
قال: فضربه ففلق رأس مرحب فقتله، وكان الفتح على يد علي ﵇. قال أبو محمد عبد الله بن مسلم: سألت بعض آل أبي طالب عن قوله: أنا الذي سمتني أمي حيدرة، فذكر أن أم علي كانت فاطمة بنت أسد فلما ولدت عليًا، وأبو طالب غائب سمته أسدًا باسم أبيها، فلما قدم أبو طالب كره هذا الاسم الذي سمته به أمه وسماه عليًا، فلما رجز على يوم خيبر، ذكر الاسم الذي سمته أمه. قال: وحيدرة اسم من أسماء الأسد، والسندرة شجرة يعمل منها القسي، والسندرة في الحديث يحتمل أن يكون مكيالًا يتخذ من هذه الشجرة، ويحتمل السندرة أيضًا أن يكون امرأة تكيل كيلًا وافيًا.
1 / 240