مناقب آل أبي طالب
مناقب آل أبي طالب
كأن الشمس تطلع من وجوههم في يد أحدهم إبريق فضة ونافحة مسك وفي يد الثاني طست من زمردة خضراء لها أربع جوانب من كل جانب لؤلؤة بيضاء وقائل يقول هذه الدنيا فاقبض عليها يا حبيب الله فقبض على وسطها وقائل يقول اقبض الكعبة وفي يد الثالث حريرة بيضاء مطوية فنشرها فأخرج منها خاتما تحار أبصار الناظرين فيه فغسل بذلك الماء من الإبريق سبع مرات ثم ضرب الخاتم على كتفيه وتفل في فيه فاستنطقه فنطق فلم أفهم ما قال إلا أنه قال في أمان الله وحفظه وكلائته قد حشوت قلبك إيمانا وعلما ويقينا وعقلا وشجاعة أنت خير البشر طوبى لمن اتبعك وويل لمن تخلف عنك ثم أدخل بين أجنحتهم ساعة وكان الفاعل به هذا رضوان ثم انصرف وجعل يلتفت إليه ويقول أبشر يا عز بعز الدنيا والآخرة ورأيت نورا يسطع من رأسه حتى بلغ السماء ورأيت قصور الشامات كأنه شعلة نار نورا ورأيت حولي من القطاة أمرا عظيما قد نشرت أجنحتها.
عبد المطلب لما انتصف تلك الليلة إذا أنا ببيت الله قد اشتمل بجوانبه الأربعة وخر ساجدا في مقام إبراهيم ثم استوى البيت مناديا الله أكبر رب محمد المصطفى الآن قد طهرني ربي من أنجاس المشركين وأرجاس الكافرين ثم انتفضت الأصنام وخرت على وجوهها وإذا أنا بطير الأرض حاشرة إليها فإذا جبال مكة مشرفة عليها وإذا بسحابة بيضاء بإزاء حجرتها فأتيتها وقلت أنا نائم أو يقظان قالت بل يقظان قلت فأين نور جبهتك قالت قد وضعته وهذه الطير تنازعني أن أدفعه إليها فتحمله إلى أعشاشها وهذه السحاب تسألني كذلك قلت فهاتيه أنظر إليه قالت حبل بينك وبينه إلى ثلاثة أيام فسللت سيفي وقلت لتخرجنه أو لأقتلنك قالت شأنك وإياه فلما هممت أن ألج البيت بدر إلي من داخل البيت رجل وقال لي ارجع وراءك فلا سبيل لأحد من ولد آدم إلى رؤيته أو أن تنقضي زيارة الملائكة فارتعدت وخرجت.
ابن إسحاق قالت آمنة وسمعت في الضوء نداء إنك ولدت سيد الناس فقولي أعيذه بالواحد من شر كل حاسد وسميه محمدا وأتي به عبد المطلب فوضعه في حجره ثم قال
صفحه ۲۹