الزيدية عند الأئمة الأربعة
ويجب أن نعلم أن الزيدية شأنهم وشأن أئمتهم هو شأن الأئمة الأربعة أنفسهم، يعملون بالقرآن الكريم والصحيح من الأحاديث النبوية، ويمتاز آل رسول الله أنهم كانوا وما زالوا أئمة الحق كما يمتاز الأئمة الأربعة أنفسهم بذلك.
فهذا الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت -رضي الله عنه- كان يفتي بوجوب نصرة الإمام زيد بن علي ويحمل المال إليه ويأمر بالخروج معه، وبعد استشهاد الإمام زيد بايع الإمام إبراهيم بن عبد الله بن الحسن -رضي الله عنه- ثم محمد بن عبد الله بن الحسن -رضي الله عنهما، وقالت له امرأة ذات يوم: أشرت على ابني بالخروج مع إبراهيم ومحمد إبني عبد الله بن الحسن حتى قتل. فقال: يا ليتني كنت مكان ابنك، رواه الزمخشري.
والإمام مالك بن أنس الأصبحي -رضي الله عنه- روى عن آل رسول الله وعن أئمتهم، وابتلي بسبب حبه لأئمتهم، وبسبب قول الحق فإنه أفتى بخلع المنصور العباسي وبايع وأفتى بمبايعة الإمام محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب"، واغتاظ لذلك عامل المدينة جعفر بن سليمان وهو عم الخليفة العباسي في زمنه فجرد الإمام مالك من ثيابه وضربه سبعين سوطا. ومع ذلك فلم يزدد الإمام مالك إلا حبا لآل رسول الله ولم يحصل عليه من أثر الابتلاء إلا ما زاده الله سبحانه [به] علوا وشرفا .
وهذا الإمام محمد بن إدريس الشافعي -رضي الله عنه- بايع الإمام يحيى بن عبد الله بن الحسن وكان أيضا أحد دعاته، وقد ابتلي بسبب ذلك حيث اتهمه الخليفة العباسي هارون الرشيد أنه يؤامر مع الطالبيين بالخروج عليه، وكان الشافعي في اليمن فحمل مع الطالبيين إلى الرشيد، وهو بالرقة فلم يتبين عليه شيء من أمره فأطلقه .
صفحه ۶۵