ثم إنه قد جاء في القرآن الكريم مصداق ذلك بقوله تعالى: {وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء}[هود:7].
مما يدل بوضوح أن الماء كان خلقه قبل خلق السماوات والأرض.
والذي نريد أن ندلل عليه الآن في هذا البحث هو أن الزيدية على هذا التقرير؛ لأنهم على نهج الإمام علي كرم الله وجهه، في جميع الأحكام والتقارير.
ومنها: تقرير الزيدية لصحة الأبحاث التي تقرر بالحساب عن مواعيد ومواقيت كسوف الشمس ومواقيت كسوف القمر، ومما قاله الإمام المهدي أحمد بن يحيى في ذلك أنه: إذا نزل القمر في ستة منازل يوم أربع عشر في أي شهر عربي من شهور السنة فإن القمر تكسف، والمنازل التي حددها هي: النطح ، والجبهة، والزبانا، والنثرة، وسعد بلع، والمقدم، قال: وكذلك الشمس إذا نزلت في أحدها يوم ثمانية وعشرين ويوم تسعة وعشرين نادرا من أي شهر، وقد جمع ذلك في مقطوع من الشعر فقال:
نجوم كسوف الشمس يا صاح ستة .... فسبحان من بالنيرات هدانا
مقدمها ثم البطين ونثرة .... وسعد بلع زد جبهة وزبانا
وقال في تعليق (اللمع) للفقيه ناجي ما لفظه: والسبب في ذلك أن الشمس في السماء الرابعة والقمر في سماء الدنيا فإذا حال بيننا وبين الشمس شيء كسفت الشمس. والسبب في كسوف القمر: أن الأرض تحجب بينهما. انتهى بالحرف الواحد من حواشي شرح الأزهار.
قلت: انظر إلى هذه المعلومات قبل حوالي سبعمائة عام من تاريخنا، وقد ظهرت الآن بوضوح مع تقدم العلم في هذا العصر.
صفحه ۶۲