عبقرية علماء الزيدية في الفكر الإسلامي
من المسلم به الآن وعند جميع الطوائف أن الزيدية ومن يسمونهم (العدلية) المعتزلة كانوا قد سبقوا كل رجالات الفكر من علماء الإسلام إلى ما صار اليوم من الأمور المسلم بها علميا وواقعيا بعد أن كان في السابق شيئا بعيدا، وربما كان عند بعض الجهلاء وبعض من يدعون الفكر وكتبوا عنه شيئا محالا والأمثلة على ذلك كثيرة.
منها: ما في علم الكلام وعلم اللطيف من المسائل كالقول بأن الله سبحانه ليس بذي مكان في الأرض ولا في السماء؛ لأن الأرض والسماء مكانان محدثان؛ ولأن الله كان قبل خلق العالم ولا مكان، ويكون بعد فناء العالم ولا مكان؛ لأنه خلق المكان وهو مستغني عن المكان وهو خالق الزمان ومستغني عن الزمان.
ومنها: أن الله سبحانه لا يوصف بأنه فوق؛ لأنه يلزم منه أن يكون في جهة، والجهات كلها محدثة، وكان الله ولا شيء قبله، وقد ثبت علميا أن عبارة السماء فوقنا مسألة نظرية؛ لأن دوران الأرض يصير ما كان يعتبر فوقنا في النهار، تحتنا في الليل، وهكذا.
ومنها: أن الهواء جسم أثبته علماء الزيدية القدامى بينما خالفهم في عصرهم كثير من الفلاسفة، منهم أبو الهذيل الذي قال: إن الهواء ليس بجسم، وقد أثبت العلم الحديث أن الهواء جسم .
ومنها: تقرير الزيدية أن الأرض كروية وأنها على شكل كرة، أثبت هذا الإمام المهدي أحمد بن يحيى ونقل خلاف القائلين بسطحيتها، وقد عاش ما بين 775ه إلى سنة 840ه، وبهذا يتبين أن الفكر الزيدي توصل إلى حقيقة كان يجهلها علماء الغرب في تاريخه وينكرون على القائل بها.
صفحه ۶۰