الأصول الخمسة
والزيدية هم ذوو الفكر المستنير في علم الأصول والفروع، وكل مسألة عندهم حكمها مستقى من الأدلة الشرعية العقلية والنقلية.
ففي الأصول لا يخرجون باعتقادهم عن الأصول الخمسة، وهي التي أوضحها الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي ، حيث قال: إن من لم يعلم من دين الإسلام خمسة أصول فهو ضال جهول:
أولها: أن الله واحد ليس كمثله شيء وأنه خالق كل شيء.
والثاني: أن الله سبحانه عدل غير جائر.
والثالث: ان الله سبحانه صادق الوعد والوعيد يجزي بمثقال ذرة خيرا ويجزي بمثقال ذرة شرا، ومن صيره الله إلى العذاب فهو فيه أبدا خالدا كخلود من صيره إلى الثواب الذي لا ينفد.
والرابع: أن القرآن المجيد فصل محكم وصراط مستقيم ولا خلاف فيه ولا اختلاف، وأن سنة رسول الله هي ما كان لها ذكر في القرآن ومعنى .
وخامسها: أن التقلب بالأموال والتجارات والمكاسب في وقت ما تعطل فيه الأحكام، وينهب ما جعل الله للأرامل والأيتام والمكافيف والزمنى وسائر الضعفاء ليس من الحل والاطلاق كمثله في وقت ولاة العدل والإحسان القائمين بحدود الرحمن.
فهذه الأصول الخمسة لا يسع أحدا من المكلفين جهلها، بل تجب عليهم معرفتها. اه.
قلت: وقد نقله الأستاذ محمد عمارة من العلماء المعاصرين في تعليقه في كتاب (رسائل العدل والتوحيد) وعلق على الأصل الخامس فقال: أي إن ذلك يشمل جميع وجوه الكسب واختلاف الكاسبين ولو كانوا بعيدين عن أحوال الطغاة المعطلين للأحكام، وذلك لأن تشابك أمور المعاش والاقتصاد يجعل أي كسب في مثل هذه الظروف لا يمكن أن ينجو من التلوث بمثل هذه الظلامات، وفي هذا الحكم حث على العمل لتغيير الجائر من الأوضاع تطهيرا للكسب والمأكل وإراحة الضمير. انتهى.
صفحه ۵۶