أما الإيمان وأهل الحق والعلماء وأهل العلم والأئمة الهادون والآل المطهرون فليس بضارهم شيئا من ذلك، وكلما وقع عليهم من عداون فهو خير لهم؛ لأنهم يؤمنون ويعرفون ما جاء عن رسول الله ، ومن ذلك ما رواه الصحابي الجليل صهيب -رضوان الله عليه- قال: قال رسول الله : ((عجبت لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابه ضراء صبر فكان خيرا له)).
وإذا عرفنا أن علماء الزيدية وأتباعهم في الحاضر والماضي يعرفون أنهم على الحق ولا يقصدون في منهجهم إلا الحق، فهم لا يرضون بدسيسة المخاتلين ولا لخديعة المخادعين أن تتسرب إلى أفكارهم؛ لأنهم وبشهادة خصومهم أنهم في هذه الحياة على سفينة النجاة راكبون، قال : ((أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى)) وهم لا يؤمنون بشيء من الأضاليل ولا بشيء من الأباطيل، ذلك لأنهم يؤمنون بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبالقرآن إماما، وبمحمد رسول الله نبيا وهاديا.
قال الشريف المرتضى في رسالته (إنقاذ البشر من الجبر والقدر) ما لفظه: قالت عصبة الحق : إن الله جل ثناءه اصطفى الإسلام دينا ورضيه لعباده واختاره لخلقه ولم يجعله موكولا إلى آرائهم، ولا جاريا على مقادير أهوائهم دون أن نصب الأدلة وأقام البراهين وأرسل الرسل وأنزل فيه الكتب ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة.
ومن كلامه في وصف منهج أهل الحق وهم الزيدية قال: (فأول ذلك أنا نقول: إن الله ربنا، ومحمدا نبينا، والإسلام ديننا، والقرآن إمامنا، والكعبة قبلتنا، والمسلمين إخواننا، والعترة الطاهرين وآل رسول الله والصحابة والتابعين لهم بإحسان سلفنا، وقادتنا، والمتمسكين بهديهم من القرون بعدهم جماعتنا وأولياؤنا، نحب من أحب الله ونبغض من أبغض الله ونوالي من والى الله ونعادي من عادى الله)... إلخ كلامه.
صفحه ۵۴