نظام العمل في العبادات والمعاملات
وربما يجدر بنا أن نوضح الآن أن الأحكام الشرعية في فقه المعاملات والعبادات الذي عليه اليمنيون حتى عصرنا هذا عام1394ه، 1974م -هي على منهج الإمام زيد بن علي والإمام الهادي يحيى بن الحسين -سلام الله عليهما-.
ويعتمد كليا في ذلك على ما قرره الشيخان العالمان الفاضلان وهما:
الأول: فضيلة الشيخ العلامة القاضي زيد بن علي الأكوع الذماري، وله حواشي وتقارير على شرح الأزهار في فقه الأئمة الأطهار، مولده سنة1081هجرية، وقد كان عالما محققا أخذ عنه كثير من العلماء، منهم العلامة القاضي حسن بن أحمد الشبيبي، وفاته في شهر رجب سنة1166ه -رحمه الله تعالى.
الثاني: فضيلة القاضي العلامة المحقق سيدنا حسن بن أحمد الشبيبي الآنسي، مولده بقرية ذي حود من محلات قضاء آنس سنة1107ه، وقد كان من العلماء المبرزين وله اليد الطولى في تحقيق المذهب الزيدي وتقريره والاعتماد عليه أكثر عند الاختلاف في تخريج المسألة بينه وبين شيخه القاضي زيد الأكوع المذكور أولا. وفاته في مدينة ذمار بتاريخ شهر ربيع الأول سنة1169ه -رحمه الله تعالى-.
وقد ترجم له وللقاضي زيد السيد العلامة المؤرخ محمد زبارة في ملحق البدر الطالع المطبوع في القاهرة سنة 1348ه.
وما كان من تقرير العالمين المذكورين فهو بعد اطلاعهما على الأدلة والنصوص ومعرفتهما بعلوم أصول الفقه وكيفية الاستنباط والتخريج وغير ذلك.
ومن أعظم الكتب التي تحوي الفقه الزيدي في الفروع هو (شرح الأزهار) وهو المعتمد عليه عند علماء الزيدية ويعمل بتقرير سيدنا حسن حتى ولو كان مخالفا لما نص عليه الإمام المهدي مؤلف (الأزهار) رحمه الله، أو مخالفا لما نقل غيره عن الإمام الهادي .
صفحه ۵۰