قلت: وهذه شهادة قيمة يعترف بها أحد كبار علماء الأزهر الشريف بمصر.
وفي كتابه (الإمام زيد) ما هو أكثر من هذه الشهادة، ولولا خوف الإطالة لتوسعت في النقل، فإن الكتاب وإن كان فيه بعض خطأ يسير في نصوص ما نقله عن تقارير الزيدية في بعض الأحكام يعطي صورة عن الفقه الزيدي وعلوه وإنصاف علمائه وتجردهم للحق والعدل وحده، ولا غرو فهم أهل العدل والتوحيد.
وكان مما ختم به الشيخ محمد أبو زهرة كتابه (الإمام زيد) عند ذكر الإمام الهادي يحيى بن الحسين ، أن قال ما لفظه:
(وقد سار الهادي في حكم البلاد اليمنية على سنة العدل مما جعل الأهلين يرون فيه مظهرا لحكم الإسلام ومصدرا لعهد الخلفاء الراشدين وإن رسائله وخطبه تجعل القارئ تحس بأنه يعود بالإسلام إلى عهده الأول).
إلى أن قال في صفحة 513 ما لفظه:
(ولهذا الاطمئنان إلى الحاكم العادل سار جند اليمن ورائه طائعين لا كارهين فأخضع أكثر اليمن لحكمه وضم نجران إلى ولايته وأعطى نصارى نجران ما كان قد أعطاهم النبي فجدد لهم عهدهم فأثبت لهم الذمة والعهد ما داموا على الوفاء بالتزاماتهم التي تعهدوا بها.
وعمل على إقامة الحدود، وقد كانت معطلة، فأقام حد الشرب ثمانين جلدة، وأقام حد الزنا مائة جلدة ، وهكذا سائر الحدود ولم يعف منها كبيرا لكبره، بل نفذها في غير هوادة ولم يجعل للحيف إلى نفسه إرادة). انتهى.
قلت: وإذا عرفنا خطاب الإمام الهادي في العهد الذي قطعه على نفسه عند مبايعته العامة من اليمنيين والذي جاء فيه ما نصه :
أيها الناس إني أشترط لكم أربعا على نفسي:
- الحكم بكتاب الله وسنة نبيه .
- والأثرة لكم على نفسي فيما جعلته بيني وبينكم أوثركم فلا أتفضل عليكم.
- وأتقدم عليكم عند لقاء عدوي وعدوكم.
- وأقدمكم عند العطاء قبلي.
وأشترط لنفسي عليكم اثنتين:
- النصيحة لله سبحانه وتعالى في السر والعلانية.
صفحه ۴۷