وقبل هذا وذاك فهم اليمنيون الذي دخلوا في دين الله أفواجا، وهم أبناء همدان بن زيد، وهي القبيلة الجامعة لأكبر الأقسام اليمنية. ولما جاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه- بكتاب رسول الله إليهم إلى صنعاء واجتمعت عنده قبائل اليمن وأعلنوا إسلامهم في يوم واحد ولم يتخلف منهم أحد .
وكتب الإمام علي -رضي الله عنه- إلى رسول الله بذلك فسجد لله شكرا، ثم رفع رأسه وقال: ((السلام على همدان، السلام على همدان، السلام على همدان)) يكررها ثلاثا.
وأهل اليمن هم الذين أخبر القرآن الكريم عنهم بقوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين}[المائدة:54].
فقد أخرج أبو الشيخ، وابن مردويه، والحاكم، وابن عساكر، عن أبي موسى قال: تلوت عند رسول الله {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين} فقال النبي : ((هم قومك يا أبا موسى، أهل اليمن)).
وأخرج البخاري في تاريخه عن القاسم بن مخيمن قال: أتيت ابن عمر فرحب بي ثم تلى: {...من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم...}الآية، ثم ضرب على منكبي وقال: أحلف بالله إنهم لمنكم أهل اليمن -ثلاثا، إلى آخر كلامه.
وصدق الله ورسوله فأهل اليمن كانوا وما يزالون أنصار الحق، وقد كان منهم الآلاف المؤلفة في الجيش الإسلامي في فتوحات الشام والعراقين والمغرب العربي كله.
وقد استوطن العدد الكثير منهم في مصر والمغرب العربي، ولا يزال أهل الجزائر يفتخرون بأنهم من أصل يمني، كما يفتخر بذلك الكثير من قبائل الحجاز والشام والعراق وإيران وغيرها كما هو معروف ومشهور.
صفحه ۴۱