ذلك لأنه كلما نظرنا إلى مسألة خلافية وتطلعنا إلى سند كل قول، ودليل كل مجتهد، كلما وجدنا أن الزيدية نقلوا أصح الأسانيد، وجمعوا بين الأدلة، واختاروا أصح الأحكام، ولم يجرحوا أحدا من علماء المذاهب الأربعة، ولم يفتروا على أحد؛ لأنه لم يكن من شأنهم أبدا الرمي بالسباب والشتائم كما كان من بعض أصحاب الطوائف للبعض الآخر، كما أنهم يعترفون بأحقية الصحابة الكرام والخلفاء الراشدين بما لهم من الفضل والكرامة والدرجة عند الله.
وإذا نظرنا إلى الدليل وما وقع فيه من الخلاف بين العلماء وجدنا البرهان الواضح لأحقية منهج الزيدية.
وربما يدرك القارئ العارف بأن المذهب الزيدي هو الأصح للتقريب بين المذاهب الإسلامية بحيث يسهل أن يقنع به كل من فقهاء الفرقاء، فيسهل مع ذلك وضع الأسس واللبنة الأولى لبناء مجتمع إسلامي موحد في الأهداف متوافق في نظريات الأحكام، وبالتالي يصبح المسلمون كتلة واحدة ودولة متحدة كما أراد الله لها.
صفحه ۱۸