أشخاص الرواية
ملك القطن
أشخاص الرواية
ملك القطن
ملك القطن
ملك القطن
تأليف
يوسف إدريس
أشخاص الرواية
إخراج: نبيل الألفي
صفحه نامشخص
توزيع الأدوار.
الدور
السادة والسيدات
السنباطي
فؤاد شفيق
أم محمد
إحسان شريف
سعاد
راجية محسن
الحاج شوادفي
صفحه نامشخص
علي رشدي
أبو إسماعين
عبد الغني قمر
قمحاوي
شفيق نور الدين
نظيرة
سامية رشدي
محمد
عبد الله غيث
مصطفى كمال
صفحه نامشخص
فاروق عبد الخالق
عوض
هناء عبد الفتاح
سعد زغلول
ناجي محمد
الملقن:
علي هلالي.
إدارة المسرح:
حافظ أمين.
الأشخاص
صفحه نامشخص
السنباطي:
مالك، في الخمسين من عمره، عنده حوالي 20 فدانا أو أكثر قليلا، وجهه أحمر، وله صلعة.
نظيرة:
زوجته. في الأربعين، ضخمة جدا.
سعاد:
ابنتهما، سنها 19 سنة.
مصطفى كمال:
الابن الأكبر، سنه 22 سنة في التوجيهية.
قمحاوي أبو إبراهيم:
مزارع في الستين.
صفحه نامشخص
محمد:
ابنه، في العشرين.
عوض:
ابنه الصغير، في العاشرة، وألثغ (ينطق السين ث).
أم محمد:
زوجة قمحاوي، طويلة وجافة العود.
الحاج شوادفي:
من ملاك البلد، في الستين، ويبدو أصغر سنا.
أبو إسماعين:
تاجر أقطان من مديرية أخرى.
صفحه نامشخص
فلاحين.
ملك القطن
المنظر (حوش أمام بيت السنباطي. البيت بناؤه مرتفع وبابه عبارة عن بوابة ضخمة وواسعة، لدرجة أنه من الممكن رؤية ما يدور داخل البيت. البوابة في الوسط. باب الحوش إلى اليمين. إلى اليسار باب صغير آخر يؤدي إلى ملحقات البيت. الحوش به أكياس قطن نائمة وواقفة. في الركن الأيمن حامل (شاليش للسيبية)
منصوب على ثلاثة عروق خشب تربطها طارة من حديد. هناك كيس معلق إلى بوابة البيت، وجار «حشوه». محمد ابن قمحاوي داخله وأمه طوال الوقت تملأ قفة بالقطن من المخزن في الداخل، وتناول ابنها الذي يحشو.) (يفتح الستار على عوض وسعد زغلول يلعبان على الأكياس القريبة من الباب. السنباطي جالس على كيس في الوسط. الزوجة تخيط جلبابا لابنها الكبير على ماكينة خياطة برجل قديمة، ولها صوت مزعج. والماكينة موضوعة قريبا من البوابة.)
الوقت (قبيل غروب أحد أيام أكتوبر.) (السنباطي جالس إلى كيس في الوسط يرتدي جلبابا إفرنجيا أبيض، وعاري الرأس، وواضعا ساقا فوق ساق ، ومنهمكا في الحساب في دفتر ببرواز أحمر معه. يحسب أحيانا، وأحيانا يضع القلم بين أسنانه، يكلم نفسه، ولكنه يوجه الكلام بحيث يبدو وكأنه يكلم كيسا من الأكياس.)
السنباطي :
مصيبة ... والله، أكبر مصيبة! مطلوب مني النهاردة 250 جنيه، والقطنية كلها مش محصلة 200. أروح فين وآجي منين ياخواتي؟
نظيرة (توقف ماكينة الخياطة، وتتأمل ما كانت تخيطه وهي تغني) :
وبتسأليني باحبك ليه؟
سؤال غريب ما أجاوبش عليه!
صفحه نامشخص
جلابية كمال قربت تخلص أهه، والنبي اسم الله فيها. تعالى يا سنباطي وحياتك أما أقيس ياقتها عليك لحسن بسلامته نايم.
السنباطي (لنفسه) :
أروح فين وآجي منين يا ناس؟
نظيرة :
إنت موش سامع؟ باقول لك تعالى أقيس الياقة عليك.
السنباطي :
إيه؟
نظيرة :
إعمل لي تايه عاد زي عوايدك. تعالى هنا (يذهب إليها السنباطي وهو يهز رأسه، ويحرك يديه) .
نظيرة :
صفحه نامشخص
إلبس كده. (يحاول أن يرتدي الجلباب فلا يعرف.)
حتى الجلابية ما انتاش عارف تلبسها؟ مصايب إيه دي يا أخواتي! إيه الخيبة دي؟ إوعى كده. (تلبسه هي الجلباب)
ياخي بلا حزن (يحاول السنباطي أن يخفض رأسه ليتفرج على الجلباب) .
نظيرة (ممسكة بالياقة وتكاد تخنقه) :
بص لفوق، عايز تشوف إيه؟
السنباطي :
بس أتفرج على الديل يا شيخة.
نظيرة :
وانت مالك ومال الديل؟ دي بتاعة كمال. وانت مالك ومال ديلها؟ بص لفوق.
السنباطي (ووجهه إلى أعلى) :
صفحه نامشخص
أروح فين يا ناس وآجي منين؟ القطنية قال! الواحد طول السنة يقول القطن القطن. بدلة لسعد في القطن، جزمة لكمال في القطن، حقن للضغط في القطن، وآدي القطن.
نظيرة :
إنت بتعمل مقدمات؟ عمال تلت وتعجن ليه؟ اسمع يا سنباطي، آني بأقول لك أهه، آني ماليش دعوة، تطلع السما (تجذب الياقة إلى أعلى) ، تنزل الأرض (تجذب الياقة إلى أسفل) ، تروح يمين تروح شمال (تدير رأسه إلى اليمين واليسار)
آني ماليش دعوة. والله العظيم الكردان بتاعي إن ما إيجه السنة دي لعاملة اللي ما يعمل (تخنق عليه) .
السنباطي :
الله! يا شيخة حاتفطسيني، حاسبي، إيه ده؟
نظيرة :
آني عايزة الكردان وبس (تخنق عليه) .
السنباطي :
يا شيخة إعقلي، ابن قمحاوي جوه الكيس بيحشي ليسمع بقى يبقى مش كويس.
صفحه نامشخص
نظيرة :
ماليش دعوة.
السنباطي :
والبنك اللي له 150 جنيه؟
نظيرة :
ماليش دعوة.
السنباطي :
والمدارس؟
نظيرة :
يتحرقوا بجاز.
صفحه نامشخص
السنباطي :
والأبواب السبعة اللي مفتوحين على آخرهم؟ بس اوعي تخنقي. ولسه دور قمحاوي راخر، كل المزارعين اتحاسبوا في أمانة الله إلا هوه، آني عارف دوشته بتاعة كل سنة. كل سنة لازم يبقى يوم حسابه يوم سواد. (ينظر إلى عوض ابن قمحاوي)
هو أبوك راح فيه يا وله؟
عوض :
راح يصلي.
السنباطي :
وده وقته؟ موش نلم للتاجر محصوله، ويبقى يروح مطرح ما يروح، امشي يا واد روح انده له.
عوض (لسعد ابن السنباطي) :
إن كنت ابن أمك وأبوك صحيح اطلع على الكيس من غير ما تمسك بإيديك.
سعد :
صفحه نامشخص
وإيه يعني؟ هه. (يحاول الصعود.)
السنباطي (يهم بأن يعاود النداء، ولكنه ينتظر نتيجة محاولة ابنه. وحين يفشل يصرخ في عوض) :
امشي يا واد انده أبوك. امشي روح.
عوض (لسعد) :
موش قلت لك موش حاتعرف تطلع؟ بص لي شوف! هيو الله (يصعد الكيس مرة واحدة) .
السنباطي :
امشي جاك وجع في بطنك. امشي.
عوض :
تعالى ننده أبويا يا سعد.
سعد :
صفحه نامشخص
لأ.
عوض :
هاودني.
سعد :
اللأ.
السنباطي :
إنت بتقول له يا سعد حاف يا وله؟ قول له يا سي سعد يا وله، امشي يا كلب.
عوض (لسعد) :
طيب حاعمل قطر (يقلد صوت القطار)
تش تش (ويجري خارجا) .
صفحه نامشخص
سعد :
طيب خليني أنا الراس (يجري وراءه)
أنا الراس وانت السبنسة. امسك في ديلي وخليك السبنسة.
نظيرة (تكون في تلك الأثناء مشغولة بمساواة الذيل. وتعود لقياس الياقة لآخر مرة) :
إنت حر. أنا قلت لك وانت حر. تنقطع إيدي آني اللي مديتها لك بالكردان وانت داير لايص، آني اللي أستاهل. الواحدة تبقى قاعدة في وسط النسوان زوعة. إن رحت في فرح والا في ميتم لم ألق حاجة ألبسها. بقى النسوان تبقى من هنا لهنا صيغة، وآني ما ساوتش مرات عبد الحميد اللي من جنس الغوايش بتلبس دستة. هو آني ماليش نفس؟ (تشدد من قبضتها على رقبته ، ويحاول أن يتخلص من يديها، فتترك القياس وتنهار على الماكينة، وتهم بالبكاء.)
هو آني انكتبت في خانة المنسيين؟
السنباطي :
إلاه يا نظيرة!
نظيرة :
آني عاد لي قيمة في البلد؟ (تنفجر باكية).
صفحه نامشخص
السنباطي (يغير طريقته فورا، يطبطب عليها) :
حاضر حاضر. من عيني دي ومن عيني دي. كردان وحلق وكل اللي انتي عاوزاه إن شالله أبيع الفدانين اللي حيلتي. آني أقدر على زعلك؟ بس اروح فين يا ناس وآجي منين؟ (يلمح قمحاوي داخلا من باب الحوش.)
طيب خشي بقى لحسن الراجل إيجه.
نظيرة (تكف عن البكاء، وتنظر إلى الناحية التي أقبل منها قمحاوي شذرا. تتمتم بلا حماس) :
هو يعني ده راخر الواحدة تستخبى عليه؟ يا خي بلا نيلة وسخام عالي. (تتهادى إلى البيت بلا حماس.) (يدخل قمحاوي مرتديا سروالا طويلا يمتد إلى ما تحت الركبة بكثير وصديري، وله شارب أشيب، وذقن نامية، ويمشي على الدوام منحنيا. وعلى رأسه عمامة متسخة. وكلامه همهمة، وحين يراه السنباطي داخلا ينهمك، وهو لا يزال مرتديا جلباب ابنه فوق جلبابه، في الكتابة والتحديق في الدفتر. يمر به قمحاوي، وهو لا يزال يتمتم بختام الصلاة، ويتجاوزه دون أن ينطق حرفا، وينحني على فصوص القطن المبعثرة على الأرض، ويلتقطها ويضعها في يده.)
السنباطي (بعد أن ظل فترة من الزمن منحنيا على الدفتر منتظرا أن يحييه قمحاوي بلا فائدة) :
ياخي قول سلام عليكم. إنت داخل على أموات؟
قمحاوي (يرفع صوته بختام الصلاة) :
لا إله إلا الله محمد رسول الله. أشهد أن لا إله إلا الله، محمد رسول الله، اللهم يا ذا الجلال والإكرام. آمين (يرفع كفيه ويملس بهما على وجهه، ويكون القطن لا يزال في يده، فيملس به على وجهه أيضا. يلتفت إلى السنباطي)
السلام عليكم.
صفحه نامشخص
السنباطي (متجاهلا سلامه) :
كنت فين؟
قمحاوي :
كنت باخطف العصر قبل الشمس ما تحج (ينهمك في لم القطن المبعثر وتنظيفه وإمساكه بيده) .
السنباطي :
إنت موش عايز حسابك ولا إيه؟
قمحاوي (منصرفا تماما إلى لم القطن المبعثر، يقول وهو ما زال منحنيا) :
حد يكره قبض الفلوس ؟
السنباطي :
طيب. اسمع حسابك يا سيدي، (يقلب في الدفتر)
صفحه نامشخص
قمحاوي أبو إبراهيم، قمحاوي أبو إبراهيم، (يبل إصبعه ويقلب الصفحات)
قمحاوي أبو إبراهيم، (يلصق الدفتر بعينيه)
أيوه، شوف يا سيدي، إحنا صح لينا من زرعتك 9 قناطير، و30 رطل، ينوبك منهم التلت يعني تلات قناطير وعشرة أرطال، والقنطار بعناه بعشرين يبقى لك 6200 قرش، يعني يا سيدي اتنين وستين جنيه.
قمحاوي (يتوقف عن لم القطن ويلتفت بفرحة) :
كام يا أفندي؟
السنباطي :
اتنين وستين جنيه.
أم محمد (وهي غادية رائحة باستمرار تملأ القفة وتفرغها قطنا. طويلة ورفيعة جدا وسمراء جافة كعود القطن الجاف. تسمع الرقم فتتوقف وتزعق. وكلامها دائما زعيق كصراخ العرسة) :
والمصحف الشريف إن ما عرشت الدار السنة دي، لآني سايبهالك وماشية.
محمد (من داخل الكيس) :
صفحه نامشخص
وآني يابا عاوز اتجوز.
قمحاوي (ينفض يديه بشدة؛ ليسكتها) :
بتقول كام يا فندي؟
السنباطي :
قلنا ده اللي ليك (62 جنيه) واللي عليك. أروح فين يا ناس، وآجي منين؟
قمحاوي (يتحفز) :
أيوه؟
السنباطي :
شوف يا سيدي، لك 62 جنيه، وعليك يا سيدي يا سيدي (وبهزار)
ولا سيدك إلا أنا (يقرب الدفتر من عينيه)
صفحه نامشخص
آه، وعليك 7 جنيه تمن شوالين كيماوي. سامع؟
قمحاوي (تنفك عقدة وجهه الخالدة للمرة الأولى والأخيرة، ويحاول أن يستظرف) :
أيوه، سامع يا افندي، ما بلاش اللي علينا، وخليها اكده واكده.
السنباطي :
اسمع تاني اللي عليك وانت ساكت. قلنا: 7 جنيه تمن شوالين كيماوي.
قمحاوي :
سبعة ليه يا افندي؟! إذا كان الحكومة بتبيع الشوال بتلاته وربع.
السنباطي :
أصلي شاريهم من السوق السودة، زي ما انت عارف.
قمحاوي :
صفحه نامشخص