قال: دون شك. - متى؟ - حين نعود من الصيد. - ولكن، أتظنه يرضى بالمبارزة؟ - سأرغمه على القبول متى صفعته أمام ضباط أخيه. - احذر فإن السير جاك سافل شرير؛ فقد يشيع أنك عاشق امرأة أخيه. - إن أخاه لا يصدق قوله. - بل إنه يثق بكل ما يقوله، وعندي أنه خير لك أن تترك الصيد وتعود إلى السير جاك فتقتله وتهرب؛ فإن لأخيه هنا مطلق السلطان. - سأرى في اقتراحك.
وفيما كان الموكب يسير إذ علا صياح الهنود الذين يتقدمونه، فوقفت الأفيال تضرب الأرض بأرجلها، وأخذت الجياد تصهل وقد بدت عليها علائم الرعب، ثم رأوا نمرا هائلا اخترق دائرة الأفيال، ووثب إلى الفرس الذي كان يركبه السير روبرت؛ فأطلقوا عليه نحو عشرين رصاصة دون أن يصيبوه، ونشبت براثن النمر في صدر الجواد فانقلب صريعا إلى الأرض.
ولكن السير روبرت كان قد وثب عنه، فبينما كان النمر مشتغلا بنهش الجواد صوب السير روبرت غدارته إلى أذن ذلك النمر وأطلقها فاخترق الرصاص دماغه وانقلب ميتا.
وعند ذلك ظهرت نمرة أشد هولا من النمر فقتلت اثنين من الهنود تعرضا لها ووثبت إلى الفيل الأبيض الذي كان يركبه الحاكم فأطلق عليها طلقين من غدارته فلم تسقط وجعلت تمزق جلد الفيل ببراثنها وهو يحاول أن يقبض عليها بخرطومه فلا يستطيع.
وقد أطلق الحاكم النار عليها أيضا فلم تسقط وجعلت تصعد على الفيل حتى شعر اللورد بأنفاسها النارية تحرق وجهه؛ فصاح السير روبرت بالهنود قائلا: ويحكم لماذا لا تطلقون النار؟
فقال له الطبيب: إنهم لا يفعلون حذرا من أن يصيبوا الفيل الأبيض فإنهم من الشيعة التي تعبد الأفيال البيض.
واستمرت النمرة في صعودها حتى وصلت إلى اللورد، ولم يعد يستطيع استخدام سلاحه وما شكك الحضور أنها افترسته.
وعند ذلك رأوا فتى قد انقض على النمرة، ولم تكن غير هنيهة حتى سقط وإياها على الأرض، ثم نهض وقد صاح صيحة انتصار؛ فإنه أغمد خنجره في عنقها وألقاها تتخبط بدمها، فلم يكد السير روبرت يتبين وجه الفتى حتى صاح مندهشا وقال: هذا هو الفتى النوري الذي لقيته مع والد الطفلة.
وعند ذلك أحدق الضباط الهنود بذلك الفتى، وتدانى اللورد إلى النزول عن الفيل فأدنى الفتى منه وقال له: من أنت؟ وهل أنت من الهنود؟
قال: إني نوري وأدعى جان دي فرانس.
صفحه نامشخص