وقد قص عليه كل ما جرى، وأقام عنده فوضعا تلك الخطة التي نجحت كل النجاح وقضت على آمال ألن.
وعلى ذلك؛ فإن إنقاذ سينتيا في الجمعية السرية وإنقاذ روجر إنما كان بفضل جان الذي كانت تحسبه ألن من الأموات. •••
على أن الأخطار المحدقة بالمركيز روجر لم تقف عند هذا الحد، فإنه إذا كان نجا من ألن فلا يزال له عدو أشد خطرا منها، وهذا العدو إنما هو ابن عمه السير جيمس الذي كان يتوهم أنه قتل في أميركا حين ألقى نفسه من شرفة الحصن إلى البحر.
ويذكر القراء ذلك الرجل الذي جاء إلى دابي ناتا الهندية، واشترى منها حبة من سبحة إذا أذيبت بكأس من الخمر كانت سما زعافا.
أما هذا الرجل فإنه كان السير جيمس فإنه لم يكن يعلم أن ليونيل هو ابن اللورد إسبرتهون الشرعي لاعتقاده أنه مات وهو في المهد، فلم يكن له هم غير قتل المركيز روجر؛ لأنه وريثه الوحيد، فلما فرغت جعبة مكايده عزم على قتله بالسم.
وقد عاد إلى لندرا متنكرا فيها باسم رجل من عظماء الإسبان، وعلم أن المركيز مشترك في نادي الحسان، فدخل فيه وبات واحدا من أعضائه، وإنما فعل ذلك كي يتمكن من دس السم للمركيز بحيلة سوف تظهر.
وأما ألن فقد اعتقدت أن الجو خلا لها بعد موت جان وبعد سفر السير روبرت، فأخذت تتمعن في أمرها وتقول في نفسها: إن هؤلاء النور قد ورثوا الحقد عن زعيمهم جان، فإذا تزوجت روجر لا آمن شرهم، وخير لي أن أغتنم فرصة غياب السير روبرت فأتزوج ليونيل، ثم أرى رأيي في فضيحة روجر.
وقد قامت من فورها فكتبت إلى ليونيل رسالة موجزة قالت له فيها: إنها تريد أن تراه لشأن خطير، فأسرع إلى موافاتها وقابلها بملء البرود، فجزعت لما رأته وقالت له: لماذا تنظر إلي هذه النظرات يا ليونيل؟
فأجابها بلهجة الساخر قائلا: أخاف أن تكوني مع الذي تؤثرينه علي، وأن أكون نغصت عليك هذا اللقاء. - ليونيل ... ما هذا الذي أسمعه منك؟ ألم تعد تحبني؟ - لماذا أحبك وأنت لا تحبينني؟ - إنك تكذب يا ليونيل. فقد انتظرتك في الحديقة فلم تحضر. وفي اليوم التالي علمت أنك جرحت في مبارزة. - نعم إني بارزت الرجل الذي تحبينه، والذي دخل إلى الحديقة مكاني، أي المركيز روجر. - ألعلك جننت! إن المركيز لم يأت إلى هنا. - لا أثق بشيء مما تقولين .
فوقفت وقد تكلفت الغضب وبرقت عيناها فقالت له: اخرج من هنا فإنك تهينني.
صفحه نامشخص