وبعد هنيهة دخل السير روبرت وهو مصفر الوجه مضطرب.
فقالت له: ما هذا الاضطراب؟
قال: أظن أن النور قد عبثوا بنا. - كيف ذلك؟ - إني عائد من نادي الحسان، وكنت فيه لألتقط أخبار الجمعية السرية كما أوصيتني إذ قلت لي إن النورية ستقول أمام أعضاء تلك الجمعية إن المركيز روجر ولدها، وكنت أتوقع أن الأعضاء يتهامسون حين عودة المركيز، ولكن الأمر كان على الضد فقد عاد الأعضاء يصحبهم المركيز وصداقتهم أمتن مما كانت من قبل. - أصغ إلي يا عماه فسأخبرك بكل ما حدث.
ثم أخبرته بكل ما جرى ، فقال لها: إذن إن هذه المرأة مجنونة. - كلا. ولكن هؤلاء النور كانوا أشد منا. - بل إني سأفوز عليهم ولو اضطررت إلى أن أقول في البرلمان: إن المركيز روجر مزور. - كيف السبيل إلى إقناع البرلمان؟ - بالعلامة الموشوم بها. - لقد ذهب أثرها تماما، ولم يبق من البراهين الدالة على أصله غير أمه التي أذاع الطبيب بولتون أنها مجنونة، وهو قد أبعدها الآن لا محالة.
فضرب الأرض برجله مغضبا وقال: ولكن لا بد من جلاء الحقيقة.
قالت: هذا صعب كما يظهر، ولا بد لنا من التسليم وتصديق ما صدقه سوانا. - كلا. إن ذلك لا يكون. - إني أتزوج ليونيل، ويبقى في عيون الناس ابن ضابط فقير. - كلا كلا. وسأقتل ابن النورية.
فنظرت إليه نظرة منكرة وقالت: ألعلك نسيت أني أحبه. - إذن. ماذا تريدين أن تصنعي؟ - أصغ إلي جيدا يا عماه أثبت لك أني قادرة على مقاومة هذه الطائفة. - هو ذاك.
ولكن حربا كحربنا لا تنتهي بمعركة واحدة. - ألعلك تريدين العود إلى المعترك؟ - دون شك، فقد استعملت العنف، والعنف ليس سلاح النساء؛ ولذلك وضعت خطة أخرى. - ما هي؟ - ألم تقل لي إنك سافرت مرة إلى الصين. - نعم، ولكن أية علاقة للصين بما نحن فيه؟ - ألم تر الصينيين يبيعون بضائعهم للأوربيين، فإنهم يبسطون بضائعهم فإذا أراد الأوربي شراء حاجة عد الصيني الثمن على أصابعه، فإذا أراد الأوربي المساومة أرجع الصيني بضاعته، فلو أمره الإمبراطور أن يبيع ذلك الذي ساومه لأبى، وأنا مثل ذلك الصيني. - ماذا تعنين؟ - أعني أني أستطيع حمل المركيز على التنازل عن لقبه وثروته لليونيل، فلا تسألني لماذا. - وماذا تريدين مني مقابل ذلك؟ - أريد أن تسافر غدا للصيد في جبال إيكوسيا. - إني أوافق على هذا السفر وأطلق لك الحرية، فماذا تصنعين في غيابي؟ - أجعل ليونيل لوردا. - إذن سأسافر غدا.
فعرضت له جبينها كي يقبلها حسب عادته ولكنه لم يفعل، واكتفى بمصافحة يدها، فلما ذهب إلى غرفته نزع القفاز من يده التي صافحها بها وألقاه في النار، ثم تنهد تنهدا طويلا وقال: إنها فتاة مسترجلة متهتكة، ولكنها ستجعل ليونيل لوردا. •••
ولنعد الآن إلى الطبيب بولتون، فليست هي الصدفة التي أوقفته على سر ألن وجعلته يضربها هذه الضربة القاضية.
صفحه نامشخص