وليغنين ثراك عن صوب الحيا
صوب المدامع إن طلبت مزيدا
كم غادرت رؤياك يوم وداعنا
سحب المدامع منهلا مورودا
ثم خانه الجلد فشهق، وأن أنين الثكلى، وجعل يهتف باسم «شاهزنان» ويقول: واويلاه! كيف يجوز لي أن أحب ابنة الملك، وأنا دنيء الأصل لا نسب ولا جاه؟! غرست في نعم هذا الوزير، ولولاه لكنت الآن أرعى الغنم، وأساري الوحوش، وأسكن الجبال. آه يا «شاهزنان»! ليتني لم أخلق، وليت أمي لم تلدني، ولا بليت بحبك! ليت شعري ما تعلم عني، وماذا تفعل يا «روبير» في هذه الرحلة، هل يسهل عليك أن تراها أم ماذا؟! وكيف بهذا إذا علم أنني ابن راع.
وكان «روبير» غائبا عن القصر؛ لأنه لما رأى «كورش» بهذا الحزن المفرط اجتهد بتسليته، وقلب أفكاره عن حب «شاهزنان» فلم ينجح. وأخيرا قال: يا سيدي! ما هذا اليأس وقد من الله علينا بالعقل، وجعل الفكر للإنسان ليدير به الأمور، ويفك به المشكلات؟! فلنسع الآن بتدبير حيلة أو رأي نفك به هذا المشكل.
قال: يا «روبير»، ماذا يكون من الرأي وبيني وبينها من السماء إلى الأرض؛ لأنها بنت ملك وأنا ابن راع ليس إلا. فكيف أن والدها يسمح بها لرجل مثلي عار من المال والجاه والنسب؟!
قال «روبير»: لا تفتكر في شيء من ذلك؛ لأن العناية الإلهية إذا وفقت الإنسان، فلا تقف أمام مقاصده الجبال الراسيات، ولا تصده الوحوش الضاريات.
وإذا العناية صادفتك عيونها
نم فالمخاوف كلهن أمان
صفحه نامشخص