============================================================
171 فى دبر الصلاة اما ان يراد به آخر جزه منها ليوافق بقية الاحاديث او يراد به ما يلى آخرها ويكون ذلك مابعد التشهد كما سمي ذلك قضاء للصلاة وفراغا منها حيث لم يبق الا السلام المنافى للصلاة بحيث لوفعله عمدا فى الصلاة بطلت صلاته ولا تبطل سائر الاذكار المشروعة فى الصلاة اويكون مطلقا او بحملا وبكل حال فلا يجوز ان يخص به ما بعد السلام لان عامة الادعية المأثورة كانت قبل ذلك ولا يجوز ان يشبرع سنة بلفظ محمل يخالف السنة المتواترة بالالفاظ الصريحة والناس لهم فيما بعد السلام ثلاثة أقوال منهم من لايرى تعود الامام مستقبل الماموم لا بذكر ولا بدعاء ولا غير ذلك وحجتهم ما يروى عن السلف أنهم كانوا يكر هون للامام ان يستديم استقبال القبلة بعد السلام فظنوا ان ذلك يوجب قيامه من مكانه ولم يعلموا ان انصرافه مستقبل المأمومين بوجهه كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل فخصل هذا المقصود وهذا يفعله من يفعله من أصحاب مالك ومنهم من يرى دعاء الامام والمأموم بعد السلام ثم منهم من يرى ذلك فى الصلوات المخس ومنهم من يراه فى صلاة الفجر والعصر كما ذكر ذلك من ذكره من أصحاب الشافعى وأحمد وغيرهم وليس مع هؤلاء بذلك سنة وانما غايتهم النمسك بلفظ محمل او بقياس كقول بعضهم ما بعد العصر والفجر ليس بوقت صلاة فيستحب فيه الدعاء ومن المعلوم انما تقدمت به سية رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة الصحية بل المتواترة لا يحتاج فيه الى بحمل ولا قياس * واما قول عقبة بن عامر أمرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اقرأ بالمعوذات دبر كل صلاة فهذا بعد الخروج منها * واما حديث ابى امامة قيل يا رسول الله أي الدعاء اسمع قال جوف الليل الأخير ودبر الصلاة المكتوبة فهذا يجب ان لا يخص ما بعد السلام بان لا بد ان يتاول ما قبل السلام وان قيل انه يعم ما قبل السلام وما بعده لكن ذلك لا يستلزم أن يكون دعاء الامام والمأموم جميعا بعد السلام كما لا يلزم ذلك قبل السلام بل اذا دعا كل واحد وحده بعد السلام فيرذ لا يخالف السنة وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم لمعاذبن جبل لا تدعن فى دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك يتناول ما قبل السلام اذا تناول ما بعده أيضا كما قدم فان مماذ كان يصلى اماما بقومه كما كان النبي سلى الله عليه وسلم يصلى اماما وقد بعته الى اليمن سعلما لهم فلو كان هذا مشروعا لامام والمأموم مجتبعين على ذلك كدعاء القنوت لكان يقول اللهم اعنا على شكرك وذكرك فلما
صفحه ۱۹۱