مجموع رسائل زید بن علی
مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام
ژانرها
كلا ومالك يوم الدين ما هذه صفة أرحم الراحمين، من يأمر بالعدل والإحسان، وينهى عن الفحشاء والمنكر، كما قال سبحانه: ?لا يكلف الله نفسا إلا وسعها?[البقرة: 286] و[وسعها] : طاقتها. بل كلفهم أقل مما يطيقون، وأعطاهم أكثر مما يستأهلون، لم يلتمس بذلك منهم علة، ولم يغتنم منهم زلة، ولم يخالف قضاءه بقضائه، ولا قدره بقدره، ولا حكمه بحكمه، تعالى عما تقول المجبرة والمشبهة علوا كبيرا، إذ شبهوا الله سبحانه بالجن والإنس؛ لأن الظلم، والجهل، والفسوق، والفجور، والكفر، والسفه لا تكون إلا من الجن والإنس.
ثم مع ما قالوا على الله عزوجل من الإفك والزور، أزروه بالعداوة، في أوليائه - القائلين بعدله وتوحيده، الموقنين بوعده ووعيده، الموفين بعهده الذي عاهدهم عليه، المستمسكين بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها - فنسبوهم إلى الكفر، ورموهم بفرية الأباطيل. وما أحسن أثر أولياء الله تبارك وتعالى على الناس، وأقبح أثر الناس عليهم، إنهم منهم لفي جهد شديد؛ إن سكتوا عنهم قالوا: ناقمين، وإن ناظروهم، قالوا: مخالفين، وإن خالفوهم قالوا: كافرين.
فذلك صفتهم في الأولين والآخرين، ف?إن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا?[الأعراف: 146].
وقال جل ذكره: ?وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين?[النمل: 14]. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد الأمين، وعلى آله الأكرمين.
[تم بحمد الله الجواب على المجبرة]
صفحه ۱۵۳