منهم من منع، ومنهم من أجاز، والذين منعوا احتجوا بأن النبي ﷺ لما قال له بعض الناس: أنت سيدنا وابن سيدنا، قال النبي ﷺ: «السيد الله»، فأنكر عليهم ﷺ ذلك.
قالوا: فهذا يدل على أنه لا يجوز إطلاق السيد على المخلوق؛ لأنه وصف للخالق ﷾.
وقوم أجازوا؛ لأن النبي ﷺ قال للأنصار: «قوموا إلى سيدكم»، يعني سعد بن معاذ ﵁ لما أقبل وكان يحمل على دابة؛ لأنه كان جريحًا، قالوا: فهذا يدل على جواز إطلاق السيد على بعض الناس.
ولعل الصحيح إن شاء الله، أنه يجوز أن يقال لبعض الناس (سيد) إذا كان زعيمًا أو رئيسًا لقبيلة، أو لطائفة، فيقال: سيد بني فلان، أو سيد القبيلة الفلانية، بمعنى أنه زعيمها ورئيسها، ولا يكون هذا من باب الإطراء والغلو والافتخار، وإنما يكون هذا من باب الوصف والتمييز، فيقال: فلان سيد بني فلان، وفلان سيد القبيلة الفلانية، وما أشبه ذلك، على أن لا يواجه به الشخص، فلا يقال هذا في حضوره وفي وجهه؛ لأنه ربما يحمله على الكبر، وعلى العجب، بل يقال هذا في غير حضوره جمعًا بين الأحاديث، والله تعالى أعلم.
أما ما يتعارف عليه بعض المخرفين من إطلاق السيد على بعض المضللين من زعمائهم، ويعتقدون فيهم البركة، وأنهم يمنحون شيئًا من
1 / 70