198

مجموع

مجموع السيد الإمام حميدان بن يحيى القاسمي عليهما السلام

ژانرها

فقه شیعه

[الفرق الثاني: اختلاف قصودهم]

والفرق الثاني: باختلاف قصودهم، وذلك لأن الأئمة - عليهم السلام - لم يقصدوا بما وضعوا من العلوم في الدين إلا أداء ما أوجب الله عليهم من هداية الأمة، بخلاف قصد من خالفهم في ذلك من علماء العامة؛ فإن وضعهم للخلاف الذي سموه علما تكلف منهم وتعاط يدل على أنهم قصدوا به الفساد وإن أظهروا أنهم قصدوا به الصلاح.

ومما يؤيد ذلك: قول القاسم بن إبراهيم - عليه السلام - في كتاب الرد على ابن المقفع بعد ذكره لما اشتبه على أهل القول بالظلمة والنور لأجل اغترارهم بعلماء العامة وتركهم لطلب العلم من أهله؛ فلما عموا عن حكمة الله في ذلك ورسله، وما حكم به سبحانه من أحكام عدله.

..إلى قوله: ولم يلقوا فيما اشتبه عليهم منه من جعلهم الله معدنه فيكشفوا لهم الأغطية عن محكم نوره، ويظهروا لهم الأخفية من مشتبه أموره، الذين جعلهم الله الأمناء عليها، ومن عليهم بأن جعلهم الأئمة فيها، ولم يجدوا عند علماء هذه العامة فيما اشتبه عليهم منه شفاء، ولم يرجوا منهم في مسألة لو كانت لهم عنه اكتفاء، ازدادوا بذلك إلى حيرتهم فيه حيرة، ولم تفدهم أقوال العلماء فيه بصيرة).

صفحه ۲۱۳