مجموعه منصوری، جلد دوم (بخش اول)
المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)
ژانرها
[ موقف الأئمة من المجبرة والقدرية ]
فأما كلام أهل البيت عليهم السلام في تكفير المجبرة والقدرية فلو عيناه لكم مع كونه موجودا عندكم لكنا كجالب التمرة إلى البصرة، ومعلم العوان الحمرة، ولكنا نذكر كلمة أو كلمتين كالتنبيه على ما وراءه.
قال القاسم عليه السلام في كتاب (العدل والتوحيد ونفي التشبيه): فذهبت المشبهة إلى أن الله -تعالى عما يقولون علوا كبيرا- تكلم بلسان وشفتين، وخرج الكلام منه كما خرج من المخلوقين؛ فكفروا بالله العظيم، فأطلق كلمة الكفر من غير تقييد فلا بد من لزوم أحكامه وإلا تعرى من الفائدة وذلك لا يجوز في الألفاظ الشرعية.
وقال عليه السلام في كتاب (أصول العدل والتوحيد) بعد مضي نصف الكتاب أو نحوه: فأول ما نذكره من ذلك معرفة الله عز وجل وهي عقلية منقسمة على وجهين وهي: إثبات ونفي، فالإثبات: هو اليقين بالله والإقرار به، والنفي: هو نفي التشبيه عن الله تعالى وهو التوحيد، وهو ينقسم على ثلاثة أوجه:
أولها: الفرق بين ذات الخالق وذات المخلوق، حتى تنفي عنه جميع ما يليق بالمخلوقين في كل معنى من المعاني، صغيرها، وكبيرها، وجليلها، ودقيقها، حتى لا يخطر في قلبك في التشبيه خاطر شك وتوهم ارتياب، حتى توحد الله سبحانه باعتقادك وقولك وفعلك؛ فإن خطر على قلبك في التشبيه خاطرة شك فلم ينف بالتوحيد خاطرها، ويحط باليقين البت والعلم المثبت حاضرها، فقد خرجت من التوحيد إلى الشرك، ومن اليقين إلى الشك؛ لأنه ليس بين التوحيد والشرك، وبين اليقين والشك منزلة ثالثة؛ فمن خرج من التوحيد فإلى الشرك مخرجه، ومن فارق اليقين ففي الشك موقعه.
والوجه الثاني : الفرق بين الصفتين حتى لا تصف القديم بصفة من صفات المحدثين.
صفحه ۱۰۹