مجموعه منصوری، جلد دوم (بخش اول)

منصور عبدالله d. 614 AH
250

مجموعه منصوری، جلد دوم (بخش اول)

المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)

ژانرها

فقه شیعه

فأما الباري تعالى فلا يتصور الإلزام في حقه لاستحالة كونه عالما بعلم فيقال: هل ذلك العلم عالم أم لا؟ فلا وجه لما ذكره على كل حال، وقد بينا فيما تقدم أن الطريق إلى جسمانية العرش [والكرسي] السمع، ولا دلالة فيه تدل على أنهما حيان فيستحيل سؤاله عن التعدي وتوابعه لاستحالة الحياة.

وأما قوله سبحانه: ?وسع كرسيه السماوات والأرض?[البقرة:255] على قول من يقول: إن الكرسي جسم على ما قدمنا، فإنه يحمل قوله تعالى: ?وسع كرسيه السماوات والأرض?[البقرة:255] على حقيقته؛ لأن السماوات والأرض عنده في جنب الكرسي كما ورد في الخبر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كحلقة ملقاة في فلاة، ولا شك في كون الفلاة واسعة للحلقة وأمثالها، وذلك تشبيه منه صلى الله عليه وآله وسلم لصغر السماوات والأرض في جنب الكرسي كالحلقة في جنب الفلاة، ولا يقتضي ذلك كون الكرسي قرار الأرض، كما أن قوله تعالى: ?كأنهن بيض مكنون?[الصافات:49] على شكل البيض والاستدارة، وإنما شبههن بالبيض في الوضاءة والصقالة؛ لأن التشبيه عند العرب يقع لوجه، والخطاب بلغتهم من الله ومن رسوله، فمن هناك تشبيه الرسول له بالفلاة في السعة والإحاطة، وهو عند من ذهب إلى أنه جسم فوق السماوات والأرض حاف من أعلاهما، وقوله سبحانه لا يفيد كونه مكانا لهما؛ لأن المكان ما يستقر عليه الكائن ولم يدل دليل على أنه كذلك، ولفظ وسع قد يستعمل فيما يحيط من الجهات العلا.

صفحه ۲۹۰