مجموع کتب و رسائل الامام حسین بن قاسم عیانی
مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني
ژانرها
والدليل على التناهي والتحديد، فأقرب ما يكون من الحدث الموجود، وتفسير ذلك أن الله سبحانه خلق الأشياء كلها، وإذا صح حدث جميعا فقد تناهت بصحة ابتداع بدائعها، لأن ما صح ابتداعه، وبدء صنعه واختراعه، فقد تناهى حدث أوله، وفرغ (1) الصانع من آخره، والفراغ نهاية (2)، وإنما هذا الدليل يدل على غاية الأجسام، وليس نريد بذلك انقطاع آخر الأزمان، وإنما تناهي الأعراض من الأوقات (3)، تناهي حدوث ساعات وبطلان ساعات، وليس ينقطع حدوثها أبد الأبد، ولا يكون لحدوثها غاية تنقطع ولا أمد، ولا يقطع كرور الساعات قاطع ولا يحد، وذلك (4) بمشيئة الواحد الأحد الجبار الفرد الصمد.
فإن قال قائل: كيف أوجبت دوام حدوث الساعات، وكرور الأزمنة والأوقات؟! وقد وعد الله سبحانه بالفناء في هذه الدنيا، وحكم للآخرة بالبقاء؟!!
قيل له ولا قوة إلا بالله: إن الله عز وجل إنما أراد بقوله: { كل شيء هالك إلا وجهه } [القصص:88]، الحيوان ولم يرد بذلك الأوقات والأزمان، وهذا فمعروف بين غاية البيان، فيما نزل الله سبحانه من الفرقان، وذلك قوله سبحانه في ملكة سبأ وما أوتيت، وما حكى عز وجل مما ملكت:{ وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم } [النمل:23]، وقد علم بيقين أنها لم تملك كثيرا من الأشياء، من ذلك ملك سليمان وغيره، وإنما هذا القول خاص في بعض الأشياء دون بعضها.
مسألة
فإن قال قائل: أخبروني هل كان قبل الهواء شيء يعرف، أو يحد أو يوصف؟
صفحه ۲۱۳