مجموع کتب و رسائل الامام حسین بن قاسم عیانی
مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني
ژانرها
باب الرد على من أنكر قول آل محمد صلوات الله عليهم في أن الله
شيء لا كالأشياء
قال الحسين بن القاسم عليهما السلام: فإن قال قائل: بم (1) زعمت أن الله شيء ولم تقل مشيء الشيء، وقد علمت أنا لم نجد شيئا إلا جسما، فهل نفيت عن ذلك صفات الأجسام؟!
قيل له ولا قوة إلا بالله: اعلم أن قولنا: شيء إثبات موجود ونفي معدوم، وقولنا: لا كالأشياء نفي التشبيه، وذلك قول الله عز وجل: {قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد} [الأنعام:19]، فسمى نفسه شيئا، ثم قال:{ ليس كمثله شيء } [الشورى:11]. فحكينا من قوله ما قال، ونسبنا إليه سبحانه ما نسب إلى نفسه، ونفينا عنه ما نفى عن نفسه من شبه خلقه.
مسألة
فإن قال: أهو عالم؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: نعم هو سبحانه عالم.
فإن قال: أعلمه هو أم علمه غيره؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: اعلم أيها السائل أن علمه وقدرته صفتان (2)، من صفات ذاته، هما الذات والذات هما، وهو العالم بنفسه، القادر بنفسه، الحي بنفسه، لا بحياة سواه، ولا علم ولا قدرة غيره (3).
مسألة
فإن قال: ربكم مريد؟
قيل له: نعم.
فإن قال: ما إرادته؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: فعله للشيء فقط.
مسألة
فإن قال: ربكم يقدر أن يريد أو يريد أن يقدر؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: هذه مسألة مغالطة، منها ما يصح ومنها ما يفسد.
فأما الصحيح فقولك: يقدر أن يريد، لأن الإرادة فعله وهو لعمري قادر على الأفعال.
وأما الفاسد المحال فقولك: يريد أن يقدر، فكأنك قلت يفعل القدرة وهو لم يزل قادرا، فجعلت القدرة من المفعولات ففسد القول (4) واستحال.
مسألة
فإن قال: ربكم يعلم أن يقدر أو يقدر أن يعلم؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: ربنا يعلم أنه يقدر.
وأما قولك: يقدر أن يعلم ففاسد محال، لأن القدرة لا تقع إلا على المقدورات، وليس علم الله بمقدور فتقع عليه القدرة.
صفحه ۱۸۷