مجمع الفوائد
مجمع الفوائد
ژانرها
الجواب: أن هذا الأثر على فرض صحته لاحجة فيه، ومن أين لك ظهوره للمهاجرين والأنصار وتقريرهم له فضلا عما ادعيت أنهم فعلوه وهي حكاية فعل لبعض منهم، ولعل تعميتهم له لما ظهر لهم من افتتانهم به كما يفعله أصحاب الأوثان، لكونهم قريبي عهد بالكفر، وأيضا فقد صرح بالعلة في إخفائه بقوله: لا ينبشونه، وهذا مقصد صالح؛ لأن النبش لا يجوز، والتقبير هو المشروع، فمتى لم يكن ذلك إلا بالإخفاء صار حسنا كما فعله أئمة الهدى عند خشية نحو ذلك، أولهم إمامهم الأعظم، وسيدهم المقدم، أمير المؤمنين، وسيد الوصيين، وأخو سيد النبيئين صلوات الله عليهم وآلهم وسلامه فإنه أخفي قبره بوصية منه، حتى انقضت سطوة الجبارين، وأظهره أولاده أئمة آل محمد؛ لأنه كان معلوما لديهم يزوره السلف والخلف منهم، كما قال الإمام الناصر للحق الحسن بن علي الأطروش عليهما السلام :
فإذا جئت الغريا .... فابك مولانا عليا
وقال:
مدائن الأرض تيها على .... مدائن الأرض بها تفخر
فلو أراد الله سوءا بها .... ما كان مقبورا بها حيدر
وكذا فاطمة الزهراء، سيدة نساء الدنيا والأخرى، وخامسة أهل الكساء، أخفى قبرها الوصي، ودفنها ليلا بوصية منها، لئلا يحضرها الشيخان كما صح ذلك بروايات آل محمد عليهم السلام ، وروايات المخالفين منهم أهل الصحاح البخاري وغيره، فلابأس بإخفائها عند حدوث مثل هذا، ثم إظهارها عند زوال الموجب، فهو من حفظها وتعظيم شأنها.
وليت شعري ما أردت بسياق هذه القصة؟! أتريد أن تعمي وتنبش قبور المسلمين، وتشرع لهم أن يعموا ضريح سيد المرسلين، وقبور الأئمة الهادين، فذلك ينقض أخبارك التي رويتها أنت في الزيارة لها والدعاء عندها وخلاف ماعليه أهل الإسلام من السلف والخلف؟!
صفحه ۹۰