مجمع الفوائد
مجمع الفوائد
ژانرها
ونقول: نحن بل إنها تمت وانعقدت بإجماع جل أهل الحل والعقد ولا اعتبار بمن تخلف عنها، ونستدل بها على صحة ماوقع على مثلها، إن هذا لأعجب العجب، وإنه لمخالف حتى للعاقدين أنفسهم.
وأما قول أمير المؤمنين عليه السلام: إنه قد بايعني القوم.. الخ. فإنما هو احتجاج على معاوية وإلزام للخصم بما يلتزمه وقوله: وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار إلى آخره صحيح أنهم متى أجمعوا.. الخ. ولم يقل أنهم اجتمعوا على إمامة أبي بكر وعمر وكيف يقول ذلك أو يقصده وهو أول المخالفين، وإنما كلامه عليه السلام على الأسلوب الحكيم في استدراج الخصم وإلزامه بما يلتزمه وما يعقلها إلا العالمون، ثم يقال: إن كانت البيعة قد تمت فلماذا لم يزل أبو بكر وعمر يتابعان أمير المؤمنين عليه السلام والمتخلفين معه في البيعة حتى طلب مصالحته بعد ستة أشهر كما روى ذلك البخاري وغيره، لماذا هذه المتابعة لمن لا اعتبار به ولايعتد بخلافه، لقد كان أهون للمؤلف أن يدعي كما ادعى المحاولون لتصحيح بيعة أبي بكر أنها تمت بعد البيعة المدعاة منه عليه السلام، ولم يتجاسروا على القول أنها تمت مع تأخر علي عليه السلام، وأنه لايضر خلافه ويجاب بعد هذا بما أجاب به العترة أن هذه البيعة المدعاة غير صحيحة، وإنما هي مصالحة ومسالمة كما رواها أهل الصحاح، وكيف وهو والحسنان وسائر أهل البيت عليهم السلام لم يزالوا يصرحون بعدم ذلك ولكنه عليه السلام رأى أن صلاح الإسلام والمسلمين في ترك النزاع مع استقامة سيرة الشيخين كما قال عليه السلام: (( لأسلمن ماسلمت أمور المسلمين ولم يكن الجور إلا علي خاصة )) أو كما قال، وإلى الله ترجع الأمور.
صفحه ۳۳۴