الجواب: يقال: وجل القلب، وزيادة الإيمان يشملهما التصديق، وأما ترك المقبحات فمن المعلوم أن من حصلت فيه هذه الأوصاف ترك المقبحات، على أنها قد دلت الآية دلالة قاطعة أن الإيمان اعتقاد وعمل، فبطل القول بأنه التصديق لا غير، وإذا بطل ذلك ثبتت الدعوى، إذ لا قائل من الأمة أن الإيمان: التصديق والإتيان بهذه الأوصاف المذكورة في الآية فقط، وهذا واضح،
ولكنها الأهواء عمت فأعمت(1)[2]).
[ادعاء ابن الأمير على أن المغفرة لا تكون إلا للكبائر، والجواب عليه]
قوله: فإنه لامغفرة إلا لذنب كبير.. الخ.
الجواب: يقال فماتصنع بقوله عز وجل: ((ليغفر لك الله ما تقدم)
من ذنبك وما تأخر)) [الفتح:2]، ((قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا)) [الأعراف:23].
[ادعاء ابن الأمير على أن قوله تعالى {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم...}، لا يدل على دخول الأعمال في الإيمان، والجواب عليه].
قوله: ولك أن تقول: الآية لاتدل على دخول الأعمال في الإيمان.. الخ ما في صفح 249.
الجواب: أنى لك ذلك؟ إنما هذا الشرط ثابت عند تلاوة الآيات، ومعلوم أنه عند سماعها يزداد بها وضوح اليقين ورسوخ الثبات، وهذه العلاوة تدل على زيادة التعامي وفرط الغباوة، فحصول إيمان غير حق محال ((فماذا بعد الحق إلا الضلال)) [يونس:32]، وبما ذكرنا من معنى الوجل يتبين تلاشي كلامه كله ونقض مرامه وحله، ويتضح أن الاستدلال في غاية الاستقامة، ونهاية المتانة ولكن:
ومن يك ذا فم مر مريض .... يجد مرا به الماء الزلالا
صفحه ۳۴