265

قلت: وهذا واضح ويأبى الله إلا أن يخرج الحق على ألسنة منكريه، ومثل هذا ماروياه عن طلحة بن مصرف قال: سألت عبدالله بن أبي أوفى هل كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم أوصى؟ قال: لا. قلت: كيف كتب على الناس الوصية ثم تركها؟ قال: أوصى بكتاب الله!. انظر كيف تناقض كلامه لما صدمته الحجة أثبت الوصية بعد أن نفاها، وقد نبه على هذه المناقضة المنصور بالله عبدالله بن حمزة عليهما السلام في الشافي والقاضي الشوكاني في العقد الثمين.

والحق أبلج ماتخيل سبيله .... والحق يعرفه أولوا الألباب

قال في شرح النهج الجزء الأول ص 143 الطبعة الثانية 1385 ه في شرح قول أمير المؤمنين عليه السلام: "لايقاس بآل محمد صلى الله عليه وآله من هذه الأمة أحد، ولايسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا، هم أساس الدين، وعماد اليقين، إليهم يفيء الغالي وبهم يلحق التالي، ولهم خصائص حق الولاية وفيهم الوصية والوراثة، الآن إذ رجع الحق إلى أهله ونقل إلى منتقله" مانصه: ومما رويناه من الشعر المقول في صدر الإسلام المتضمن كونه عليه السلام وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قول عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب:

ومنا علي ذاك صاحب خيبر .... وصاحب بدر يوم سالت كتائبه

وصي النبي المصطفى وابن عمه .... فمن ذا يدانيه ومن ذا يقاربه

وقال عبد الرحمن بن جعيل:

لعمري لقد بايعتم ذا حفيظة .... على الدين معروف العفاف موفقا

عليا وصي المصطفى وابن عمه .... وأول من صلى أخا الدين والتقى

وقال أبو الهيثم بن التيهان وكان بدريا:

قل للزبير وقل لطلحة إننا .... نحن اللذين شعارنا الأنصار

نحن الذين رأت قريش فعلنا .... يوم القليب أولئك الكفار

كنا شعار نبينا ودثاره .... يفديه منا الروح والأبصار

إن الوصي إمامنا وولينا .... برح الخفاء وباحت الأسرار وقال عمر بن حارثة الأنصاري إلى قوله:

صفحه ۲۴۹