مجمع الفوائد
مجمع الفوائد
ژانرها
الجواب: ((أهم يقسمون رحمة ربك)) هذا صريح في أن موجب رد الروايات الصحيحة كونها تضمنت اتخاذه صلى الله عليه وآله وسلم عليا عليه السلام أخاه دون أبي بكر وهو خلاف المذهب، فيقال للشيخ: ماذا تقول في الخبر المتواتر الذي أخرجه البخاري ومسلم وأخرجه كل المحدثين: ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي )) بألفاظه، وسياقاته ومقاماته التي قد جمعتها في لوامع الأنوار فبلغت زيادة على اثني عشر مقاما سوى مقام تبوك وهارون أخو موسى ووزيره وشريكه في أمره بنص الكتاب أترده لأنه لم يقل أبو بكر مني.. الخ؟! قد ذكرت ماقاله علماء الإسلام من المحدثين وغيرهم في وجه دلالته في شرح الزلف صفح (229 الطبعة الأولى) و(ص328 الطبعة الثانية) و(ص 435 الطبعة الثالثة) وفي مجمع الفوائد هذا، وماذا تصنع بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله )) الخبر المتواتر المعلوم الذي أقر الذهبي بالقطع به بعد أن بهرته طرقه، وقد أوضحت ذلك واستوفيت كلام علماء الإسلام عليه في لوامع الأنوار وشرح الزلف صفح (226 الطبعة الأولى) و(ص 325 الطبعة الثانية) و(ص 432 الطبعة الثالثة) أترده لأنه لم يقل فأبو بكر مولاه؟! وماترى في مباهلته صلى الله عليه وآله وسلم وإخراجه لعلي وابنيه وابنته عليهم الصلاة والسلام بإجماع الأمة وهي فضيلة لاتدانى ولاتضاهى، فقد جعل عليا نفسه لأنه المقصود بأنفسنا إذ الإنسان لايدعو نفسه وجمعه تعظيما وتكريما كما جمع نساءنا ولم يكن إلا فاطمة عليها السلام والحسنان ابناه أتنكره لأنه لم يخرج أبا بكر وهو أحق عندك منهم؟! وماتفعل بخبر الكساء الذي لفه عليهم، وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.. الخبر المعلوم الذي أخرجه أهل الصحاح وغيرهم أتجحده لأنه لم يدخل أبا بكر في الكساء ولاعائشة وقد طلبته هي وغيرها من أمهات المؤمنين؟! وماتقول في خبر الراية: ((لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار غير فرار، فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها )) هكذا في الصحاح لما في ذلك من الفضل العظيم الذي تتقاصر عنه الفضائل والشرف الرفيع الذي تتضاءل دونه المنازل، وهو كذلك خبر متواتر مجمع عليه بين الأمة أتقدح فيه لأنه لم يعط أبابكر وهو أحق عندك؟! وغير ذلك مما لايحاط به كثرة كتابا وسنة.
هذي المكارم لاقعبان من لبن .... شيبا بماء فعادا بعد أبوالا
إنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور، وهي مما اتفقت عليها الأمة وتطابقت على نقلها النقلة، فأما قوله: أحب الخلق إليه. فدعوى مجردة عن البرهان، وأما رفيقه في الهجرة فصحيح، ولكن أفضل من ذلك المبيت على فراشه لفدائه بنفسه، وأما أفضل الصحابة وأكرمهم عليه، فمن الدعاوي التي لم تقم عليها دلالة بل البرهان قائم على خلافها من الكتاب والسنة، ولو لم يكن إلا سبق أمير المؤمنين عليه السلام إلى الإسلام من غير أن يتقدمه كفر بالله سبحانه طرفة عين بإجماع الأمة بخلاف غيره وجهاده في سبيل الله الذي لايدانيه مدان باتفاق الخلائق، وعلمه الذي رجعت إليه جميع علماء الصحابة ومما اشتهر: ((لولاعلي لهلك عمر)) . وأما قوله: لو كنت متخذا خليلا.. الخ.
فهذا الخبر الآحادي الذي ينقض أوله آخره حيث قال: ولكن أخوة الإسلام أفضل. ففضلها على الخلة هذا الخبر، الذي لايبلغ عشير معشار ماورد في أمير المؤمنين عليه السلام هو في سياق خبر سد الأبواب إلا باب علي وهي معلومة عند الأمة، وقد ساق طائفة منها نافعة شارح البخاري ابن حجر العسقلاني وأوضح صحتها وجمع بينها بما خلاصته أن المراد الباب في خبر علي عليه السلام والخوخة في خبر أبي بكر، وقد أوردت جميع ذلك في لوامع الأنوار وأوضحت التضعيف في رجال رواية باب أبي بكر هنالك.
صفحه ۲۴۵