326

مجمع الأمثال

مجمع الأمثال

ویرایشگر

محمد محيى الدين عبد الحميد

ناشر

دار المعرفة - بيروت

محل انتشار

لبنان

١٩٤٥- شَجَرٌ يَرِفُّ
أي يهتزُّ نَضَارة، ويجوز يَرِفُ - بالتخفيف - من وَرِفَ الظلُّ إذا اتَّسع، وحقه أن يذكر معه الظل، أي شجر يرف ظلُّه.
يضرب لمن له مَنْظر ولا مَخْبر عنده.
١٩٤٦- شَرُّ الرَّعَاءِ الُحْطَمَةُ
وهو الذي يَحْطِم الراعية بعُنْفه. يضرب لمن يلي شيئًا ثم لا يحسن ولايته وإنما ينبغي أن يكون الراعي كما قال الراعي:
ضَعيفُ الْعَصَا بَادِي الْعُرُوقِ تَرَى لَهُ ... عَلَيْهَا إذا ما أمْحَلَ الناسُ أصْبُعَا
أي أثرًا حسنا
١٩٤٧- شُغِلَ عَنِ الرَّامِي الكِنَانَةَ بالنَّبْلِ
أصله أن رجلا من بني فَزَارة ورجلا من بني أسد كانا متواخين، وكانا راميين لا يسقط لهما سهم، ومع الفزاري كِنانة جديدة، ومع الأسدي كنانة رَثِّةٌ، فأعجبته كنانة الفزاري، فقال الأسدي: أينا ترى أرمي أنا أم أنت؟ قال الفزاري: أنا أرمى منك، وأنا عَلَّمتك، قال الأسدي: انْصِبْ لي كِنانتك وأنْصِبُ لك كِنانتي، فقال له الفزاري: انْصِبْ لي كِنانتك، فعلق الأسدي كنانَتَه على شجرة، ورماها الفزاري فجعل لا يرمى بسهم إلا شكلها حتى قَطَّعها بسهامه فلما نَفِدَتْ سهامُه قال: انْصِبْ لي كنانَتَكَ حتى أرميها، فرمى فسدد السهم نحوه، فشَكَّ كبدَ الفزاري، فسقط الفزاري ميتًا، فأخذ الأسدي قوسَه وكنانته، قال الفرزدق:
فَقُلْتُ أظَنَّ ابنُ الخبيِثَة أنني ... شُغِلتُ عن الرامِي الكنَانَةَ بالنَّبْلِ
يريد بهذا جريرًا، يقول: أراد جرير بهجائه البعيثَ غيرَه وهو أنا، أي أرادني ولم يرد البعيثَ، كما أن الأسدي أراد رَمْيَ الفزازي ولم يرد رَمْيَ الكنانة.
قلت: ومعنى المثل شغل فلان عن ⦗٣٦٤⦘ الذي يرمي الكنانة بالنبل، يعني أنه لم يعلم أن غَرَضَ الرامي أن يرميه لا أن يرمي كنانته.
يضرب لمن يغفل عما يراد به ويُكاد له.
وقريب من هذا بيت الحماسة:
فإن كنت لا أرمي وتُرْمَي كنايتي ... تُصِبْ جَانِحَاتُ النَّبْلِ كَشحِي وَمَنْكبِي

1 / 363