مجمع الأمثال
مجمع الأمثال
ویرایشگر
محمد محيى الدين عبد الحميد
ناشر
دار المعرفة - بيروت
محل انتشار
لبنان
١٦٤٣- رَبَاعِي الإبِلِ لاَ يَرْتَاع مِنَ الْجَرَسِ
هذا مثل تبتذله العامة، والرباعي: الذي ألقى رَبَاعِيَتَه من الإبل وغيرها، وهي السن التي بين الثَّنِيَّة والناب، يقال: رَبَاع مثل ثمَان، والأنثى رَبَاعِية، قال العجاج يصف حمارًا وحشيًا:
رَبَاعِيًا مُرْتَبِعًا أوْ شوقبًا ...
ويطلق على الغنم في السنة الرابعة، وعلى البقر والحافر في الخامسة، وعلى الخف في السابعة.
يضرب لمن لقى الخطوبَ، ومارَسَ الحوادثَ.
١٦٤٤- رُبَّمَا أصَابَ الأَعْمَى رُشْدَهُ
أي ربما صادف الشيء وَفْقَه من غير طلب منه وقصد، وكثيرًا ما يقولون "بما أصاب الأعمى رشده" مكان "ربما" قال حسان:
إنْ يكُنْ غَثَّ من رَقَاشِ حَدِيثٌ ... فَبِمَا تأكُلُ الحدِيثَ السَّمِينَا
قالوا: أراد ربما، قلت: يجوز أن تكون الباء في قوله: "فبما تأكل" باء البدل كما يقال: هذا بذاك، أي بدله، يقول: إن غثَّ حديثها الآن فببدل ما كنت تسمع السمين من حديثها قبل هذا، ومثله قول ابن أخت تأبط شرًا يرثي خاله:
فلئن فَلَّتْ هُذَيلٌ شَبَاه ... لَبِمَا كان هُذَيْلًا يفلُّ
وُبمَا يتركهم في مناخ ... جعجع ينقب فيه الأظَل.
١٦٤٥- أُرَيْنب مُقْرَنْفِطَهْ، عَلَى سَوَاءِ عُرْفُطَهْ
أُرَيْنب: تصغير أرنب، وهي تؤنث، والاقرنفاط: الانقباض، ومنه قول الرجل لامرأته وقد شاخا:
يا حبذا مُقْرَنْفَطُك ... إذ أنا لا أفرِّطُك
فقالت:
ياحَبَّذَا ذَبَاذِبُكَ ... إذ الشَّبَابُ غالبك
وهذه أرنب هَرَبَتْ من كلب أو صائد فعلت شجرة عُرْفُطة، وسَوَاء الشيء: وسَطُه.
يضرب لمن يستتر بما ليس يستره.
١٦٤٦- رَماهُ الله بأَحْبَى أقْوَس َ
أي بالداهية، والأحبى الأقوس: الداهي المُمَارس من الرجال، تقول العرب: قالت الأرنب: لا يدرِينِي - أي لا يختلني - إلا الأحْبَي الأقْوَسُ، الذي يبدرني ولا يَيْأس.
قلت: الأحبى: أفعل من الحَبْوِ، وهو الصائد الذي يَحْبُو للصيد، والأقوس: المُنْحَنِيُّ ⦗٣٠٨⦘ الظهر، وهو من صفة الصائد أيضًا، فصار اسمًا للداهية، فلذلك نكَّره، وبعضهم يروى "رماه الله بأحوَى" بالواو كما يقال "رماه الله بأحوى ألوى" هذا من الحي واللَّيِّ، أي بمَنْ يجمع ويمنع، ومنه: "لَيُّ الواجِدِ ظُلْمٌ".
1 / 307