126

مجمع الأمثال

مجمع الأمثال

پژوهشگر

محمد محيى الدين عبد الحميد

ناشر

دار المعرفة - بيروت

محل انتشار

لبنان

٧٥٥- أتْعَبُ مِنْ رَائِضِ مُهْرٍ هذا كقولهم "لا يَعْدَمُ شَقِيٌّ مُهْرا" يعني أن معالجة المِهارة شَقَاوة لما فيها من التعب، قلت: وهذا كما يحكى أن امرأة قالت لرائضٍ: ما أتعَبَ شأنَكَ! حرفُتك كلها بالاست، فقال لها ليس بين آلتي وآلتك إلا مقدار ظفر.
٧٥٦- أَتْلَي مِنَ الشِّعْرَى يعنون الشِّعْرَى العَبُورَ، وهي اليمانية، فهي تكون في طلوعها تِلْوَ الجَوْزاء، ويسمونها كلب الجَبّار، والجَبَّار: اسم للجَوْزَاء، جعلوا الشعرى ككَلْب لها يتبع صاحبه.
٧٥٧- أَتْيَمُ مِنَ المُرَقِّشِ يعنون المُرَقِّشَ الأصْغَر، وكان متيما بفاطمة بنت الملك المنذر، وله معها قصة طويلة، وبلَغ من أمره أخيرا أنْ قَطَع المرقش إبهامه بأسنانه وَجْدا عليها، وفي ذلك يقول: ومَنْ يَلْقَ خيرًا يَحْمَدِ الناسُ أمرَه ... وَمَن يَغْوِ لا يَعْدَمْ على الغَيِّ لائما ألم تَرَ أن المَرْءَ يَجْذِمُ كَّفُه ... ويَجْشَمُ من لَوْمِ الصَّدِيقِ المَجَاشِمَا أي يكلف نفسه الشدائدَ مخافةَ لوم الصديق إياه، وأتيم: أفعل من المفعول، يقال: تَامَهُ الحبُّ وتَيَّمه، أي عَبَّده وذلله، وتَيْمُ الله مثلُ قولك عبد الله، قال لَقِيط: تَامَتْ فُؤَادَكَ لم يَحْزُنْكَ ما صَنَعَتْ ... إحْدَى نِسَاءِ بَنِي ذُهْلِ بْنِ شَيْبَانَا
٧٥٨- أَتْيَهُ مِنْ فَقِيدِ ثَقِيفٍ قالوا: كان بالطائف في أول الاسلام أخَوَانِ فتزوَّج أحدُهما امرأةً من كُنَّة ثم رامَ سفَرا فأوصى الأخَ بها، فكان يتعهَّدُها كل يوم بنفسه، وكانت من أحسن الناس وَجْهًا، فذهبت بقلبه فَضَنِىَ وأخذت قوته حتى عجز عن المشي، ثم عجز عن القعود، وقَدِمَ أخوه فلما رآه بتلك الحال قال: مالك يا أخي؟ ما تجد؟ قال: ما أجد شيئًا غير الضعف فبعث أخوه إلى الحارث بن كَلْدَةَ طبيبِ العرب، فلما حضر لم يجد به علَّة من مرض، ووقع له أن ما به من عشق، فدعا بخمر ⦗١٤٩⦘ وفَتَّ فيها خبزا، فأطعمه إياه ثم أتبعه بشَرْبة منها، فتحرك ساعةً ثم نغص رأسه ورفع عَقيرتَه بهذه الأبيات: ألمَّا بي على الأبْيَا ... تِ بِالْخِيفِ نَزُرْهُنَّهْ غَزَالٌ ثَم يَحْتَلُّ ... بها دُورَ بني كُنَّهْ غَزَال أحْوَرُ الْعَيْنَيْن فِي مَنْطِقِةِ غُنَّهْ فعرف أنه عاشق، فأعاد عليه الخمر، فأنشأ يقول: أيها الجِيَرةُ اسْلَمُوا ... وَقِفُوا كي تَكَلَّمُوا خرجت مزنة من الـ ... ـبَحْرِ (البحر) رَيَّا تُحَمْحِمُ هِيَ مَا كُنَّتِي وتز ... عُمُ أنِّي لَهَا حَمُ فعرف أخوه ما به، فقال: يا أخي هي طالق ثلاثا فتزوجْهَا، فقال: هي طالق يوم أتزوجها، ثم ثاب إليه ثائب من العقل والقوة ففارق الطائف حضرا، وهاَمَ في البر فما رُؤي بعد ذلك، فمكث أخوه أياما ثم مات كَمَدًا على أخيه، فضرب به المثل، وسمى فقيد ثقيف. وأما قولهم:

1 / 148