============================================================
وقال الخطيب البغدادي فيه : (لم أر أحدا أطلق عليه اسم الحافظ غير رجلين، هما : أبو نعيم الإصبهاني ، وأبو حازم البدوي الأعرج) : وهذا ثناء كبير من الخطيب البغدادي على اثنين من شيوخه، أحدهما آبو نعيم، حصهما بأنه لم ير أحدا أطلق عليه اسم الحافظ غيرهما.
وقد أتيحت للحافظ أبي نعيم في حياته شهرة نادرة المثال ، وأهم أسباب ذلك : طول عمره؛ فلقد عير آربعا وتسعين سنة، وكان متمتعا بقواه العقلية، ونشاطه العلمي علؤ أسانيده، وتفرده بالرواية عن أقوام متقدمين ، وكان الفضل في ذلك بعد الله لأبيه؛ فقد استجاز له أبوه عن طائفة من شيوخ العصر، حتى تفرد في آخر عمره في الدنيا بالرواية عنهم، حتى قال الذهبي عن ذلك : (وتهيأ له من لقاء الكبار ما لم يقع لحافظ) ، وقال الذهبي في موضع آخر : (كما تفرد بالسماع من خلق) .
وهذذا التفرد بالرواية .. مكنه من إلحاق الصغار بالكبار، والأحفاد بالأجداد .
كثرة مؤلفاته، وجعه في شخصيته لجوانب متعددة، فهو محدث كبير، وصوفي شهير، ومشارك في العلوم الأخرى، فقد وصفوه بالعلم، والحفظ، والفقه، كما وصفوه بحيويته وسعة اتصالاته وكثرة تلامذته، ومشايخه
صفحه ۳۴