============================================================
وعلى الرغم من جلالة معاصرية.. فقد ارتقي كرسي التدريس في مدرسة الصارمية بدمشق، وأعاد(1) في المدرسة الشامية البرانية التي كان لها شهرة عالية في دمشق وخارجها، فقد كانت اكبر جامعة للشافعية، مثلما كانت النورية للحنفية، والعمرية للحنابلة، وكان يجري عند افتاحها واغلاقها حفلات رسمية كبيرة يحضرها العلماء والأمراء الكبار.
ومما يشهد بسعة علمه أيضا تآليفه الكثيرة التي أشرنا إلى بعضها آنفا، فقد برع في شتى العلوم من فقه ومنطق ولغة ، وخاصة التفسير الذي لا يخوض غماره إلأكل تحرير.
وأما صلاحه وزهده : فهو آكثر ما يكون في كتابتا "المجمع"، تدلك عليه تلك العبارات النورانية التي ترقى بروحك إلى مقام تنفطر منه الجبال، وتتخلع له القلوب ، تلك العبارات التي تتقاطر صدقا وإخلاصا ، ولعل هذذا الصلاح الشديد والزهد الكبير كان السبب الرئيس في قلة المراجع التي تتحدث عنه رغم جلالة قدره وسعة علمه؛ لأنه آثر الانعزال والانجماع عن الناس على الشهرة والظهور.
والله سبحانه وتعالى أعلم وفاته: توفي رحمه الله - يوم الجمعة ثاني عشر ربيع الأول، سنة ست وسبعين وسبع مثة 776)، ودفن في دمشق عند مسجد القدم .
رحمه الله رحمة الأبرار (1) المميد : مرتبة تأتي في السقام الثاني ضمن مراتب التدري بعد المدرس، والمعيد بالأصل : هو الذي يعيد الطلبة ما القاه السدرس بعد انصرافه : لبنهوه ويحسنوه
صفحه ۳۰