============================================================
هارون الرشيد، فرمته هذه الكتب بالافتراءات العظيمة، وروت عنه أنه كان وكان.. مما لا يليق بمقامه، ولا حتى بمقام مسلم عامي فلا بد في مثل هذا الحال من كتب صحيحة النقول في التراجم؛ لترفع الظلم، وتمحو الظلام ، فترفع اللثام عن هلؤلاء البدور الأعلام .
ومن فوائد قراءة كتب التراجم : تثبيت الإيمان في قلوبنا، واتعاظنا بسير من قبلنا كما قال الله تعالل : ( ولا نقص عليك من أبله الرسل ما نييث يده فرادلك وجاه لك فى هلذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين} : وفي الختام : فقد أوجز الإمام الرباني، محيي الدين النواويي - عليه سحاتب الرحمة- هذذه المعاني السامية) حيث قال في أواخر خطبة كتابه ل تهذيب الأسماء واللغات 10/178) : (اعلم : أن لمعرفة أسماء الرجال، وأحوالهم، وأقوالهم، ومراتبهم.. فوائد كثيرة : منها : معرفة مناقبهم وأحوالهم، فيتأدب بآدابهم ، ويقتبس المحاسن من آثارهم ومنها : معرفة مراتبهم وأعصارهم، فينزلونهم منازلهم، وعن عائشة رضي الله عنها قالت : (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم) ومنها : أنهم أئمتنا وأسلافنا، وكالوالدين لنا ، وأجدى علينا في مصالح آخرتنا التي هي دار قرارنا، وأنصح لنا فيما هو آعود علينا، فقبيح بنا آن نجهلهم، وأن نهمل رفهم)1ه وقال بعضهم : إن النظر في حكايات المواهب والكرامات، ومعارف العلوم الالكهيات.. تثير الهمم الى طلب المراتب العاليات، وترفعها عن حضيض مقاعد قواعد الخوالف ، إلى أوج أفلاك فوائد من سبق من القرون السوالف .
اللهم؛ انفعنا بما نسمع ويما نقرأ، واجعله حجة لنا، ولا تجعله حجة علينا، يا رب العالمين مدارس التراجم وبعض كتبها لم تكن كتب التراجم مقصورة على رجال الحديث فحسب، بل لا تكاد تجد طائفة تنسب إلى علم أو فن أو كان لها في التاريخ الإسلامي أثر .. إلا ولها من كتب التراجم نصيب، ومن هنا تعددت مدارس التراجم، والتي سنذكر بعضها :
صفحه ۲۰