326

مجانی الأدب در باغ‌های عرب

مجاني الأدب في حدائق العرب

ناشر

مطبعة الآباء اليسوعيين

محل انتشار

بيروت

ژانرها

وبزهر الربيع ينضر. ثم يصفر فتراه هشيمًا. وبأحلام النائم يرى السرور في منامه فإذا استيقظ لم يكن في يده إلا الحسرة. وبالعسل المشوب بالسم الزعاف يغر ويقتل ٢٤ كتب علي بن أبي طالب إلى سليمان إنما مثل الدنيا كمثل الحية لينٌ لمسها ويقتل سمها. فأعرض عنها وعما يعجبك منها لقلة ما يصحبك منها. ودع عنك همومها لما تيقنت من فراقها. وكن أسر ما تكون فيها أحذر ما تكره منها. فإن صاحبها كلما اطمأن فيها إلى سرورٍ أشخص منها إلى مكروهٍ. وقال أبو العتاهية:
هي الدار دار الأذى والقذى ... ودار الغرور ودار الغير
فلو نلتها بحذافيرها ... لمت ولم تقض منها الوطر
أيا من يؤمل طول الحياة ... وطول الحياة عليه خطر
إذا ما كبرت وبان الشباب ... فلا خير في العيش بعد الكبر
من الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين:
حلاوة دنياك مسمومةٌ ... فما تأكل الشهد إلا بسم
فكن موسرًا شئت أو معسرًا ... فما تقطع الدهر إلا بهم
إذا تم أمرٌ بدا نقصه ... توقع زوالًا إذا قيل تم
٢٥ قال حكيمٌ لبعض أصحابه: تريد أن أريك الدنيا. فقال: نعم. فأخذ بيده وانطلق حتى وقف به على مزبلةٍ فيها رؤوس الآدميين ملقاةٌ. وبقايا عظام نخرةٍ وخرقٍ قد تمزقت وتلوثت بنجاساتٍ. فقال:

2 / 19