173
والنباتات الدرنية والبصلية كالبطاطس والقلقاس والبصل والتوم فلا تجود إلا في الأرض السلسة الرخوة وأحسن ما يجود في هذه الارض السوداء القطن والقمح والفول. وفي الأرض الرملية يزرع الشعير والذرة الرفيعة خاصة وبعض النباتات الصغرى كالحنا والفول السوداني والسمسم والنباتات البصلية والدرنية والخضروات بشرط أن تسمد كل هذه النباتات بما يوافقها من الأسمدة وينجح فيها بدون تسميد أكثر نباتات الفصيلة البقلية المخصبة للأرض كالبرسيم والحلبة والترمس. وفي الأرض الرقيقة والمستحدثة لا ينجح إلا القطن والبرسيم والشعير والأرز إلى أن تتوفر فيها المواد العضوية ويتم تحسين طبيعتها فيمكن أن ينجح فيها القمح ثم الذرة أخيرًا. وقد اختبر من وجهة اقتصادية أن تزرع الأصناف الأكثر أهمية وربحًا كالقطن والقمح والقصب والفول والذرة في الأرض إلا على جودة وأن تزرع الأصناف الأخرى كالشعير والحلبة والترمس والحنا في الأرض الأقل خصبًا وإن كانت هذه الأصناف كغيرها أحسن ما تجود في الأرض الخصبة. ثانيًا إن بعض النباتات كالقطن والقصب والنيلة يجهد الأرض أو كما يعبر الفلاحون يتعبها أو ينخعها أو يعييها أكثر من غيره فإذا كثرت زراعته في أرض استفرغ خصوبتها وأضعفها عن إنماء سائر النبات إنماءً جيدًا كما لوحظ ذلك الآن في الأرض التي يزرع القطن فيها بكثرة. فلحفظ جودة الأرض يجب الاقتصار في زراعة ذلك النبات المنهك للتربة إلى الحد الذي لا تجهد الأرض معه هذا مع تنويع زراعتها بالنبات المخصب للتربة كالبرسيم والفول والحلبة ونحوها من الزروعات التي تسمى الأرض عقبها باق وهذه اللفظة في العرف الزراعي دليل الخصب والجودة. وزراعة القمح عقب القطن مخالفة لأصول الدورة وإن كان الأول أقل إجهادًا للأرض من الثاني فإن الغرض المنشود أن يعوض المحصول التالي على الأرض ما أفقده المحصول السابق منها لا أن يكون أقل إجهادًا لها منه ونبات القمح يحتاج لعنصر الازوت فيمتصه بجذوره السطحية من سطح التربة فيفقره منه ويكون القطن قبله قد أفقر جميع التربة من هذا العنصر المهم بامتصاص جذور الطويلة له مع عمقها واذن تصير التربة بعد هذين

3 / 33