وأفرد الضمير في ﴿تَشَابَهَ﴾ وذلك يدل على أن أسماء الأجناس يجوز تذكيرها وتأنيثها، وقراءة الجمهور هنا ﴿تَشَابَهَ﴾ هو أي: البقر بصيغة الماضي وتذكير الضمير لأن البقر جنسٌ يجوز تذكيره وتأنيثه، وفي بعض القراءات: ﴿تَشَابَهَ عَلَيْنَا﴾، وأصله تتشابه هي؛ أي: البقر فأَدغم التاء في التاء، وهذه قراءةُ شاذة، والبقر يجوز تذكيره وتأنيثه، وهو اسم جنسٍ يقال فيه باقر، وبيقور، وفيه لغاتٌ غير ذلك ومن إطلاقه على البَيْقور قول الشاعر:
أجاعلٌ أنت بيقورًا مسلَّعة ... ذريعة لك بينَ اللهِ والمَطَرِ
قيل سُمِّيَ البقر بقرًا لأنه يبقر الأرض يعني بحيث يشقها للحرث.
وهذا معنى قوله: ﴿إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ﴾ مفعول المشيئة محذوف، وتقرير المعنى: وإنَّا لمهتدون إنْ شاء الله هدايتنا، ففصل بين اسم إن وخبرها، وحذف مفعول (إنْ شاء) لدلالة المقام عليه، وتقرير المعنى: وإنا لمهتدون إلى نفس البقرة المطلوبة إنْ شاء اللهُ هدايتنا إليها، وذكر عن ابن عباس أنَه قال: لو لم يقولوا إنْ شاء الله لما اهتدوا إليها أبدًا.
﴿قَالَ إِنَّهُ﴾ أي: ربكم جَلَّ وعلا يقول: ﴿إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ﴾