مجالس وعظیه
المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية صلى الله عليه وسلم من صحيح الإمام البخاري
ویرایشگر
أحمد فتحي عبد الرحمن
ناشر
دار الكتب العلمية
ویراست
الأولى
سال انتشار
١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م
محل انتشار
بيروت - لبنان
ژانرها
حدیث
إلى قرية وبلد يسمي نفسه وأباه باسم غير الاسم السابق.
قال ابن عبد البر: لم يختلف في اسم في الجاهلية ولا في الإسلام كالاختلاف في اسمه، روي عنه أنه قال: «كان اسمي في الجاهلية عبد شمس، وسميت في الإسلام عبد الرحمن» .
واسم أمه ميمونة وقيل: أميمة وقد أسلمت بدعاء رسول الله ﷺ لها بعد أن كانت تتكلم في رسول الله ﷺ بما لا يليق.
قيل: إن أبا هريرة جاء إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله إن أمي أسمعتني فيك ما أكره، فقال: «اللهم اهد أم أبي هريرة» (١) قال: فخرجت أعدو لأبشرها فرأيت الباب مردودًا فلما أحست بي خرجت وهي تقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله فرجعت وأنا أبكي من الفرح كما كنت أبكي من الحزن، وقلت: يا رسول الله قد استجاب الله دعاك، أدع لي أن يحببني أنا وأمي إلى المؤمنين، فما من مؤمن ولا مؤمنة إلا وهو يحبنا.
وهو أزدي دوسي يماني مدني، قال ﵁ نشأت يتيمًا وهاجرت مسكينًا وكنت أجير البرة بنت غزوان خادمًا لها في مالها، فزوجنيها الله فالحمد لله الذي جعل الدين قوامًا، وجعل أبي هريرة إمامًا.
وكان يخطب على منبر رسول الله ﷺ بالمدينة ويشكر الله على ما أعطاه فيقول: «الحمد لله الذي هدى أبي هريرة في الإسلام، وعلمه القرآن ومنَّ عليه بمحمد ﷺ الحمد لله الذي أطعمني الخمير، وألبسني الحبير، الحمد لله الذي زوجني بنت غزوان بعد ما كنت أجيرًا لها بطعام بطني.
قدم المدينة عام خيبر وأسلم بها سنة ستة، وشهد خيبر مع رسول الله صلى ﷺ ثم لزمه وواظب عليه أناء الليل والنهار، ولا يشغله عنه أهل ولا مال، وصبر على الفقر الشديد حتى أفضى به إلى الظل المديد، وكان عريف أهل الصفة، وكان يدور مع رسول الله ﷺ كما ورد في هذا الصحيح، وكان ﵁ حريصا على سماع الحديث من رسول الله ﷺ فقد ورد في هذا الصحيح عنه ﵁ أنه قال: يا رسول الله: من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله ﷺ: «لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا
(١) أخرجه مسلم في صحيحه (٤/١٩٣٨، رقم ٢٤٩١)، وأحمد في مسنده (٢/٣١٩، رقم ٨٢٤٢) عن أبي هريرة.
1 / 353