قال: والعرب تشبه الحرف بالحرف وإن خرجوا عن بابه.
" خصمان بغى بعضنا على بعض " قال: رده على معنى الجميع، لأن الخصم والعدل والزور والرضا وما أشبهها، يقال للجمع والواحد والاثنين، والمؤنث.
" فيما رحمة من الله " قال: يقول أهل البصرة توكيد، فإذا سئلوا: كيف هي توكيد؟ يقولون: لا ندرى.
الضبع: اسم للسنة الشديدة.
وتقول: مررت بزيد وسواه. قال: سواه إذا فارقت الخفض نصبت. ويقال: هو يهقى بفلان ويهذى بفلان، بمعنى واحد. ويقال: استوزرت فلانًا واستوليته، كما يقال استخلفته.
معنى أرش الثوب أنهما يتآرشان فيه. فيقول هذا: ليس هو على، ويقول هذا: هو عليك. فيعطيه الأرش.
" فإن كن نساء فوق اثنتين " قال: كنى عن الأولاد كناية خاصة في المؤنث فرد على الذي كنى عنه؛ وذلك أنه يقال للمؤنث: هن أولادى، وللمذكر: هم أولادى، وللمذكر والمؤنث أيضًا: هم أولادى. قال: وهذا مثل من في التذكير والتأنيث والجمع والتوحيد.
وقال أبو العباس في قول الله ﷿: " ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر " قال: كان قبله كتب إبراهيم وغيره، فقال: من بعد الذكر.
وسئل أبو العباس عن كفر توثى فقال: الكفر: القرية. وهو الكفر، وإنما سكن. وأنشد:
تضوع رياه من الكفرات
أي من القرى. وأنشد:
تضوع مسكًا بطن نعمان أن مشت ... به زينب في نسوة خفرات
وأنشد:
فإن هلاك مالك غير معن
قال: غير معن: غير يسير. قال: وأمعن بحقه إذا اقر به.
قال: ويقال ما به وذية، وما به ظبظاب، أي ما به قلبة. وأنشد:
مواغد جاء له ظباظب
قال: هي الجلبة. وقال: المواغدة مثل المواهقة. قال: والمواهقة أن تصنع كما يصنع. وأنشد:
تواهق رجلاها يديها إذا مشت
وقال أبو العباس: تقول هذه نفس، فإذا قلت ثلاثة أنفس ذهبت إلى الرجال. وأنشد:
ثلاثة أنفس وثلاث ذود ... لقد جار الزمان على عيالي
وأنشد:
لم يبق إلا كل صغواء صغوة ... بصحراء تيه بين أرضين مجهل
قال: صغواء: مائلة. صغوة: صغيرة الرأس. بين أرضين مجهل قال: تخرج من تيه إلى تيه، وهو أشد عليها.
ترى أثر الحيات فيها كأنها ... مماصع ولدان بقضبان إسحل
قرت نطفة بين التراقي كأنها ... لدى سفط بين الجوانح مقفل
لأصهب صيفى يشبه خطمه ... إذا قطرت تسقيه حبة قلقل
يحرك رأسًا كالكباثة واثقًا ... بورد قطاة غلست ورد منهل
وقال أبو العباس في قوله ﷿: " فلما رأينه أكبرنه " قال: أعظمنه، أي كبر في عيونهن.
وقال: الرطبة الحلقانة هي التي قاربت الترطيب من قبل ذنبها فهي مذنبة، وذلك التذنيب؛ فإن بدا وكت فيها فهي موكتة، وذلك التوكيت، وهو أن يكون فيها كالنقط؛ فإن بدا الترطيب في أحد جانبيها فهي معضدة، وذلك التعضيد. والمغسسة: التي لا حلاوة لها. فإن بلغ الترطيب من أسفلها إلى نصفها فهي مجزعة، وذلك التجزيع. فإن بلغ قريبًا من الثفروق من أسفلها فهي الحقانة، فإن رطبت كلها وفيها يبس فهي جمسة؛ فإن رطب جدًا فهي معوة؛ فإنذا جفت بعض الجفوف بعد الترطيب فهي قابة.
ويقال: أقمن به، وأخلق به، وأحج به، وأحر، واعس. ولا يقال أقرف. وإنه لقرف من كذا، ومخلقة، ومجدرة، ومعساة.
وأنشد:
وصيابة السعدين حول قرومها ... ومن مالك تلقى على الشراشر
قال: الصيابة: الخالص من كل شئ المحض. وقال غيلان بن حريث:
إني وسطت مالكًا وحنظلًا ... صيابها والعدد المحجلا
وأنشد:
وعنس كألواح الإران نسأتها: زجرتها.
وأنشد:
..............إذا ... لاح سهيل كأنه قبل
قال: مقابلك. قال: تقول الحق بقبل، أي مقابلك.
وانشد أبو العباس، قال: أنشدني أبو العاليه للأقرع، واسمه الأشيم ابن معاذ بن سنان بن حزن بن عبد الله بن عامر بن سلمة بن قشير. وإنما سمى الأقرع لبيت قاله يهجو به معاوية بن قشير:
معاوى من يرقيكم إن أصابكم ... شبا حية مما عدا القفر أقرع
يا حاجة ما التي قامت تودعني ... وقد ترقرق ماء العين أو دمعا
تقول إذ أيقنت منى بمعصية ... لقد عرضت عليك النصح لو نفعا
1 / 54