148

مجالس السلطان الغوري: صفحات من تاريخ مصر في القرن العاشر الهجري

مجالس السلطان الغوري: صفحات من تاريخ مصر في القرن العاشر الهجري

ژانرها

قال في التاريخ: دخل الفارابي في مجلس سيف الدولة؛ قال له الملك: اقعد. فقال: أقعد في مكاني أو مكانك؟! قال: اقعد في مكانك. فقعد فوق الكل بحيث يخرج سيف الدولة من السرير.

تأديب

قال حضرة مولانا السلطان: ما عمل الفارابي مليحا؛ لأنه مستلزم لقلة الأدب مع ظل الله.

فقصد مماليك سيف الدولة قتل الفارابي وتكلموا باللسان العجمي، أن هذا رجل قليل الأدب خفيف العقل، قال لهم الفارابي باللسان العجمي: اصبروا إنما الأعمال بالخواتيم. فبحث مع علماء المجلس وغلب على الكل، وتعجب سيف الدولة من هيئته وهيبته، قال له: تأكل لقمة؟ فقال: لا. قال: أتسمع نغمة؟ قال: نعم. فأحضروا المغنيات، فما أعجب الفارابي شغلهم وقال: لو كان مرسومكم لنضرب قليلا. قالوا: لا بأس، فأخرج قطعة من الخشب وركب عليه الأوتار وضرب، فضحك جميع من في المجلس، ثم ضرب فبكوا، فأمر له سيف الدولة بدينارين في كل يوم.

ومات الفارابي في الشام.

الحكمة

قال حضرة السلطان: ما خلص الفارابي من القتل عند سيف الدولة إلا اللسان العجمي، ولهذا قيل: اللسان مع الإنسان شخص ثان.

حكاية

قال في التاريخ: إن المأمون رأى جارية فصيحة على ظهرها قربة، قالت: يا أبتي أدرك فاها، غلبني فوها ولا طاقة لي بفيها. قال المأمون: أنت تريدين عشرة آلاف معجلة أو مائة ألف مؤجلة، قالت: يا أمير المؤمنين بقي قسم آخر؛ وهي مائة ألف معجلة، فتعجب المأمون من كلامها.

نادرة

صفحه نامشخص