============================================================
المبحث الثاني (المحكم والمتشابه في القرآن العظيم مشكل القرآن": "ومما يزاد في الكلام: (الوجه)، يقول الله : ولاتظردألزين يدعون ربهم بالغدوة والعشى يريدون وجهه } [الأنعام/52]؛ أي: يريدونه بالدعاء. ولا كل شىء هالك إلاوجهه)؛ أي: إلا هو. ول( فأينما تولوا فشم وجه الله )؛ أي: فيم الله. ولو انما نظعيݣزلوبه الله [الانسان/9]؛ أي: لله"(1).
وقال في باب الاستعارة: "فمن الاستعارة في كتاب الله قوله : يوم يكشف عن ساق} أي عن شدة من الأمر، كذلك قال قتادة (ت/ 117ه). وقال ابراهيم [النخعي (ت/96ه)]: عن أمر عظيم. وأصل هذا، أن الرجل إذا وقع في أمر عظيم يحتاج إلى معاناته والجد فيه شمر عن ساقه، فاستعيرت الساق في موضع الشدة"(2).
وبهذا ننتهي من نقل نماذج من أئمة السلف الذين أولوا التصوص المتشابهة تأويلا تفصيليا، حيث صرفوا ظواهر النصوص التي يفيد ظاهرها الجسمية عند حشوية أهل الحديث إلى معان أخرى مجازية، وهذا من أكبر الأدلة على أن السلف لم يرفضوا التأويل كما ادعى أصحاب المسلك الثاني وهم المجسمة، الذين أخذوا بظواهر النصوص وأثبتوا بها الكيفية والجسمية لله تعالى عن قولهم علؤا كبيرا!!!
ونبدأ بنقل كلام أئمة الخلف في تأويل بعض الآيات المتشابهات.
ثانيا- تأويل الخلف للآيات المتشابهات: تبين في ما سبق، أن علماء السلف لم يرفضوا التأويل كما ادعى أصحاب المسلك الثاني، ولكن نسب التأويل إلى علماء الخلف من الأشاعرة والماتريدية وغيرهم لأنهم توسعوا فيه دفعا لظاهرة التجسيم التي تفشت بشكل رهيب في أوساط حشوية أهل الحديث نتيجة عوامل عدة تم بيانها بشكل موجز أثناء الكلام (1) ابن قتيبة، تأويل مشكل القرآن (ص/159) .
(2) المصدر السابق، (ص/89).
صفحه ۱۴۰