ولما حدث سفيان بهذا الحديث حين سمعه منه عبد الرحمن بن بشر كان قد تفرد بالرواية عن عمرو بن دينار وغيره، وعبد الرحمن بن بشر ابن الحكم بن حبيب العبدي النيسابوري مات في ثامن عشر شهر ربيع الآخر سنة ستين ومئتين، بعد وفاة شيخه سفيان بن عيينة باثنتين وستين سنة، فكأنه -والله أعلم- آخر من روى عن سفيان، وقد سمع هو وأبوه وجده من سفيان.
قال إبراهيم بن أبي طالب: سمعت عبد الرحمن بن بشر بن الحكم يقول: حملني أبي على عاتقه في مجلس سفيان بن عيينة فقال: يا معشر أصحاب الحديث أنا بشر بن الحكم بن حبيب النيسابوري، سمع أبي الحكم بن حبيب من سفيان بن عيينة، وقد سمعت أنا منه وحدثت عنه بخراسان، وهذا ابني عبد الرحمن قد سمع منه.
هذا بعض ما يتعلق بسند هذا الحديث غير ما تقدم.
ومن فوائد متنه: الإشارة إلى سعة رحمة الله تعالى المأخوذ ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم : ((الراحمون يرحمهم الرحمن)) فالرحمن: اسم لله عز وجل من أسمائه الحسنى، ورد به الكتاب والسنة، واختلف الناس في تفسيره ومعناه، وهل هو مشتق من الرحمة أم لا، فمذهب الجمهور من الناس -على ما حكاه أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب الخطابي البستي أنه مشتق من الرحمة مبني على المبالغة، ومعناه ذو الرحمة الذي لا نظير له فيها.
صفحه ۳۴۸