============================================================
بالتين ، وعن نوح بالزيتون (والآية عامة] (1) ؟ قال : لأن كل ثمر يتقدمه ورق ونوار ، والتين ينشق عنه أعواد الشجر ، وكل حي يسبقه حمل وولادة ، وآدم استخلصه الله من أديم الأرض عن غير حمل ولا ولادة ، فمن أجل ذلك مثله بالتين . قلت : فما وجه الكناية عن نوح بالزبتون ؟ قال : خلاصة الزيتون هو الزيت المأخوذ منه ، حتى كأنه هو الغرض من الزيتون ، وكمثل ذلك فخلاصة نوح ابراهيم المستخلص من ذريته ، (حتى كان الغرض من نوح ابراهيم] (2) فهو مضمر في نفس القسم من الله سبحانه.
قلت : فما معنى طور سنين ؟ فقال : يوشك أن تكون هذه المقدمات د لتك على النتيجة فعلمت أن القول رمز بموسى . قلت : كأنك تريد 93 موسى؟ قال : نعم. وطور سنين فانه موضع مناجاته ا ومكان قضله(3) ، وفيه أضمار مثل الاضمار الأول في القسم . قلت : وما هو قال : المسيح وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين ، فالمسيح هو الشجرة الخارجة من طور سيناء النابت من نبعه ملة موسى فشرفه الله تعالى ورفعه ، وهو الشجرة في معنى والكلمة في معنى ، قال الله سبحانه وتعالى : " ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء" (4) . فشبه أحدهما بالآخر لقوة المناسبة بينهما : وسياني شرح ما بقي فبما يلي هذا المجلس بمشيئة الله وعونه ، جعلكم (1) والآية عامة : ولأي علة في ذ (2) سقطت الكلمات المعصورة بين قوسين من ذ: ((3) فضله : فضيلته في ذ (4) سورة : 24/14.
صفحه ۹۲