============================================================
المجالس العؤيدية ونقول إن اعترض معترض من أهل الشرع فقال : ما الذى دعا من الحاجة الى قوله ما يؤدى بعض الأمة إلى الصلال والتضليل ، وما لا يتسبب إلى الخلاص منه إلا بغوامض التأويل * . قلتا له : هو الذى دعا عيسى ابن مريم عليه السلام أن يقول ما قاله من القول الذى ساق أمته إلى القول بالإلهية ، إلا من رحم الله وعصم والذى دعا إلى أن يكون القرآن العظيم جاريا على نسبته ، مما اختلف فيه الختلفون ، وتكلم عليه - على مقاييس ارائهم - المتكلمون ، إيجابا لرؤيته فى مكان ونفيا فى مكان. واستملاء من قوله تعالى: : وجاء ريك والعلك صفا صفا (1)، على أمر فتان ، ظاهره يهتك ستر العقول ، لكون الجبدة والذهوب صفة للآجسام ، الى يعتلىء متها حيز إذاجاعت ، ويخلومنها حيز إذاذهبت فان عدل به إلى معنى له يتعمل ، وتأويل فيه يتأول ، كان فيه تغيير القرآن ل وتحريف الكلم عن مواضعه الذى هو العضاهاة لقول أهل الكفد والطغيان . وقد قال أصحاب الرأى : إن قوله :: وجاء ريك ، معناه : أمرريك . وإنه لماكان شأن العرب الإيجاز والاختصار ، وكان نزول القرآن بلغة العرب أوجب أن يكون ذلك خارجا مخرج الايجاز والاختصار ، ليعلم كل عاقل أن الله سبحانه منزه عن صفة الجيلة والذهوب . ومعلوم أن هذا جمع بين تغيير القرآن ونسب الله تعالى فى علمه الى النقصان ، فقد كان سبق فى علمه أن أكثر الأمة يضلون بظاهر هذه الآية من هة قصد الإيجاز والاختصبار ، وكان الأولى برأفته ورحمته أن يجانب الإيجاز والاختصار فى هذا العكان على علمه بمستفيض ضرره ، ويقول :: وجاء أمر ربك ل ليحمى به الشعوب والقبائل من أن يصلوا نارأ حامية ، بقصده مذهب العرب فى (1) سورة الفجر:22.
123
صفحه ۱۲۵