فما ينفعك المال .إذا دليت في القبر وعلي يومئذ حاضر المدينة لم يقتله ولم ينصره، فوقوفه عن نصره يدل على أنه لم يبايعه؛ لأنه عليه السلام قد كان يقرأ هذه الآية من كتاب الله عز وجل حيث يقول: {وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر} [الأنفال: 72]، ويقول: {فلما أن أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما} [القصص: 19]، ألا ترى أن موسى عليه السلام، نصر ذلك الرجل الإسرائيلي على القبطي إذ كان عدوهما وعدو الله واحدا، كما قال تعالى لإم موسى: {يأخذه عدو لي وعدو له} [طه: 39]، فلو/34/ أن عدو علي بن أبي طالب عليه السلام وعدو عثمان أو عدو قاتله واحد لنصره أو إياهم، فلما اعتزل عن الفريقين صح أن القاتل والمقتول غير مصيبين بل هم ظالمون لإنفسهم، إذ أدبروا عم أوجب الله طاعته عليهم؛ لإنه من خرج من طاعة أولي الأمر فقد خرج من طاعة خالقه.
قال: وقد قال علي عليه السلام، لما بلغه قتل عثمان: ما سآني. قلت: فقولك هذا مما يدحض حجتك ويدل أنه لم يبايعه. قال: ثم قلت: وهذا عمر بن الخطاب قتله أبو لؤلؤة، فلم يطلبه علي بدمه كما طلب عبيدالله بن عمر بدم الهرمزان الفارسي حتى هرب منه إلى معاوية، فلم يزل علي يطلبه حتى قتله بصفين في عسكر معاوية.
صفحه ۴۴