(26)مجلس [حول حديث معاذ]
قال: وكنت قد مررت في بعض هذه الأيام بمنزل محمد بن أبي روح الصنعاني، فصادفته على باب داره، فقام إلي فسلم علي فإذا في يده دفتر، فقلت له: يا أبا عبدالله، ما في دفترك؟
قال: يا أبا الحسين، فيه شئ من مذاهب أهل الكوفة.
قلت: يا محمد، تركت من أمرك الله بإتباعه: محمدا وأهل بيته عليهم السلام، وأنت تطلب مذاهب أهل الكوفة وغيرهم.
قال: يا أبا الحسين، مذهبهم من أقرب المذاهب إلى الحق.
قال: قلت: يا أبا عبدالله، تركت مذهب الحق عيانا، وأنت تطلب أقرب المذاهب إليه.
فقال: يا أبا الحسين، إنما على الإنسان أن يجتهد رأيه، يا أبا الحسين أليس عندك خبر معاذ بن جبل عندما وجهه/26/رسول الله صلى الله عليه إلى اليمن. فقال له: ((يا معاذ، بما تحكم؟)) قال: بكتاب الله. قال: ((فإن لم)) قال: فبسنتك يا رسول الله. قال: ((فإن لم)) قال: أجتهد برأيي. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ((الحمدلله الذي وفق رسول رسوله صلى الله عليه)).
قال: قلت: يا محمد، إن صحت الروايه فكأن رسول الله صلى الله عليه، قال: الحمدلله الذي وفق رسول رسوله فحمد الله حين فضل معاذا عليه.
قال: وكيف ذلك؟
قلت: لإن الله عز وجل قال في كتابه لرسوله صلى الله عليه: {وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهوائهم}، وقال عز وجل: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} [المائدة: 44]، {وأولئك هم الظلمون} [المائدة: 45]، {وأولئك هم الفاسقون} [المائدة: 47].
صفحه ۳۴