(22)مجلس [في معنى قوله تعالى: ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن
والأنس]
قال: ودخلت مرة على أبي عبدالله محمد بن هارون الصيني، فقال لي: يا أبا الحسين، ما قول أصحابك في تفسير قول الله عز وجل: {ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والأنس} [الأعراف: 179]؟ قلت: يا أبا عبدالله، قولهم فيه كقولكم، أعني الهادي إلى الحق، وآبائه الطاهرين عليهم السلام .
قال: فما قولهم؟
قلت: معناه عندهم، كمثل قول الله عز وجل: {فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا} [القصص: 8]، لما علم الله سبحانه أن آخر أمر موسى يكون لآل فرعون عدوا وحزنا عرفنا به، وهم لم يأخذوه إلا ليسرهم؟
قال:لم يتبين لي.
قلت: يا أبا عبدالله، الذروذروانذرء الإبتداء وذرء الإعادة.
قال: لم يتبين لي.
قلت: يا أبا عبدالله، معنى قوله عز وجل: {ولقد ذرأنا لجهنم} أي سيذرأ أولياؤه إلى ثوابه ويذرأ أعداءه إلى عقابه. قال: يا أبا الحسين، قوله عز وجل: {ذرأنا} فعل ماض. وقولك سنذرأ: فعل مستقبل، وهذا يخالف العربيه، ليس الفعل الماضي يرجع مستقبلا/23/.
قال: حجتي يا أبا عبدالله، من كتاب الله، قال الله سبحانه: {ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة} [الأعراف: 50] {ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار} [الأعراف: 44] فما تقول؟ قد نادوا يا أبا عبدالله، قال: لا، ولكن معناه سينادون.
قال: قلت: وكذلك أراد أنه سيذرأ أولياءه إلى ثوابه وأعداؤه إلى عقابه. قال: ما أحسن ما جئت به في هذا المعنى.
صفحه ۲۹