مائية العقل ومعناه واختلاف الناس فيه

حارث محاسبی d. 243 AH
9

مائية العقل ومعناه واختلاف الناس فيه

مائية العقل ومعناه واختلاف الناس فيه

پژوهشگر

حسين القوتلي

ناشر

دار الكندي

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

١٣٩٨

محل انتشار

دار الفكر - بيروت

ثمَّ قَالَ ﴿يحرفونه من بعد مَا عقلوه﴾ يَعْنِي عقل الْبَيَان وَآخَرُونَ لَهُم عقول الغرايز لَا يعْقلُونَ الْبَيَان وَلَا الْمُبين عَنهُ بالفهم لَهُ إِلَّا أَنهم يسمعُونَ بلغَة يعرفونها كلَاما لَا يعْقلُونَ مَعَانِيه بالفهم لَهُ كمشركي الْعَرَب فَقَالَ ﴿إِن هم إِلَّا كالأنعام بل هم أضلّ سَبِيلا﴾ فَلم يعقلوا مَا قَالَ ﷿ لإعجابهم برأيهم ولتقليدهم آبَاءَهُم وكبراءهم وَقد كَانَت لَهُم عقول غرايز يعْقلُونَ بهَا أَمر دنياهم وَلَو تركُوا الْإِعْجَاب بِالرَّأْيِ وتقليد الكبراء ثمَّ تدبروا لعقلوا مَا قَالَ الله وَلَكِن أعجبوا بآرائهم وقلدوا كبراءهم فَقَالَ ﷿ ﴿وهم يحسبون أَنهم يحسنون صنعا﴾ وَقَالَ جلّ ثَنَاؤُهُ ﴿أَفَمَن زين لَهُ سوء عمله فَرَآهُ حسنا﴾ وَقَالَ ﴿وَيَحْسبُونَ أَنهم على شَيْء أَلا إِنَّهُم هم الْكَاذِبُونَ﴾ فَلم يعقلوا مَا قيل لَهُم كَمَا عقله المحرفون للسان بَعْدَمَا عقلوه

1 / 213